هي آهةٌ حملتْ إليك خطابي
فتشرّبتْ عيناك جمرَ كتابي
الحزن فيما تكتبين حبيبتي
بعض الذي قد فرّ من أهدابي
مهلاً فشعرٌ يستفزك فتنة
مازال ينتظر الدخول ببابي
أولم تري حرفاً عليه ملامحي
نبضي أبوه وأمه أعصابي
أيطير يا عصفورتي بك شاعرٌ
وسماؤه في الأصل دون ترابي
إني زرعتُ لك الحروف نجيلةً
فركضتِ حافية على أعشابي
يا أنتِ كيف يكون حبك غيمتي
وأنا الذي قد بللتك ثيابي
أنا لا أصيب إذا أتيتك عاقلاً
فإذا أصبتُ فقد فقدت صوابي
ويلُ الكتابة حين يعشق خافقي
ويعود من بعد المشيب شبابي
ويل الكتابة حين توقظ هاجسي
أنثى وأسقي قلبها بسحابي
نامي بحضن الحب تحت عرائشي
ألقي عليك التين من أوصابي
فالشوق يولدُ من ترائب لهفتي
ويسيل شهدُ الشعر من أعنابي
في ليل شعرك تستحم أناملي
ويطول في ليل الحرير غيابي
فهناك حيث العطف عشتُ طفولتي
وهناك حيث الحب عشتُ شبابي
نصف الهوى شغبٌ بمكرك شاغبي
والنصف يا أذكى النساء تغابي
لُمّي أنوثتك الجريئة وارحلي
تعباً شهيّاً يستحث عذابي
بالموت في عيني يعاقبك الهوى
والموت في عينيك كان ثوابي
خبّأتُ في صدر الكلام حبيبتي
يا طفلتي عفوا فلي أسبابي
فكذاك أمي حين تخفي لعبتي
في صدرها عن ناظري لعقابي