- اعتدل في جلسته، أصلح من وضع شماغه، مسح نظارته ثم نظر لنا من خلفها وابتسم كل شيء سيكون على مايرام، انطلق في محاضرته، تدفق الكلام من حنجرته طرياً ناعماً لزجاً، طارت الكلمات من بين يديه وهو يبحث عن المعنى والمبنى.
سقط في فخ المعنى، قال من يسكن بجواري عندما يبدأ المعنى ينتهي ليبدأ البحث عن معنى جديد.
المسافات بيننا رغم قربها تبتعد، يشعر بذلك يحاول زخرفة صوته لا يتمكن يغادرنا للبعيد، نوشوش بعضنا،
...>>>...
قبل رحيل الأديب الشاعر محمد الماغوط (1934م - 2006م) ظل يهجس كثيراً في النهايات المحتملة على الصعيد العام، والخاص فهو الذي تنبأ ببعض النهايات الموجعة للعرب في صولاتهم وجولاتهم البائسة على صهوات خيول الاتفاقيات التي لا تزيد إلا من خيالهم وهياجهم المسعور، والتشدق المقزز بقرب النصر بعد سلام ألا شجعان، وعلى المستوى الخاص فهو الذي قال: (جئت وحيداً وسأرحل وحيداً ولن تفارقني أحزاني).