Culture Magazine Thursday  02/07/2009 G Issue 290
الملف
الخميس 09 ,رجب 1430   العدد  290

الواقع أن جميع الأحاديث التي دارت بيني وبين الأستاذ عابد خزندار تلاشت وذهبت عبر الرياح ولم يبق في الذاكرة إلا مفهوم النبل فعابد خزندار هو النبل بعينه، فقد كانت رفقتي معه في ظروف صعبة ولكن رغم صعوبتها فقد بلغ في دماثة أخلاقه الذروة في حسن التعامل وكانت رفقتي معه من أفضل الرفقات ولم نختلف في يوم من الأيام على أي موضوع بل كان الحل حاضرا إما مني أو منه، وعندما تمر هذه الذكريات في خاطري بين ...>>>...

يبدو الملف ضئيلا مقابل مااستهلكه إعداده من جهد ووقت وتعقيب؛ مثبتا أن دافعية الكتابة عن (الأحياء) ما تزال وئيدة، وأن الراكضين إلى (الرثاء) أطول نفسا من المشائين نحو (الوفاء)، وهذا ليس اعتذارا عن الحجم أو الكم ؛ فليست لهما دلالة مباشرة هنا، بل تبرير للتأخير الذي دعانا لتأجيل إصدار الملف انتظارا ممن وعد، وبعضهم خارج الوطن، وإذ لم يكتبوا فلم نعد قادرين على تسويف جديد، وبخاصة أن عدد الخميس ...>>>...

ولد الكاتب الأديب الأستاذ/ عابد خزندار في مكة المكرمة في عام 1935م، وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة في عام 1953 م، ثم التحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة وتخرج منها في عام 1957م، ثم ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الكيمياء العضوية وحصل فيها على درجة الماجستير عام 1961م، ثم عاد إلى وطنه المملكة العربية السعودية ليبدأ رحلة الحياة العملية وبدأ بالعمل كمدير عام ...>>>...

الثقافية - صالح الخزمري

لعله من حسن الطالع أن تقدم المجلة الثقافية هذا الملف لرمز يعد من البقية الباقية لرعيلنا الأول. ذلك الجيل الذي لم يتبق منهم إلا النزر اليسير كصاحبنا وعبد الله عبد الجبار.

عابد خزندار ظلّ التنوير شغله الشاغل فكان رمزا، سيّما وأنه جمع بين الثقافتين العربية والغربية وخاض غمار الأخيرة دون وسيط (الترجمة) ومع ذلك لم ينسلخ من جذوره العربية، وقد كان مشروعا ثقافيا ناجحا، أما ...>>>...

الأستاذ عابد خزندار من بيت كبير من محلة القشاشية بمكة، وأبوه الشيخ محمد علي كان من كبار موظفي وزارة المالية، عندما كانت هذه الوزارة ذات مديريات ودواوين تحول بعضها إلى وزارات مثل الحج والموظفين وما يعرف الآن بالخدمة المدنية، ودار والده كانت ملتقى لبعض أهل الرأي من المجتمع حيث تدور أحاديث شتى عن شئون البلد، وعندما اشترى والده مكتبة دبّوس أبناء عم بجدة، والتي كان من خدماتها توزيع الصحف ...>>>...

الأستاذ الأديب الناقد عابد خزندار قيمة أدبية لم تكتشف ولم تسلط عليها أضواء بصورة تعطيها حقها في الدراسة والتقييم، لأنه في رأيي رجل مبدع نهل من ثقافتين، وتكلم وكتب بأكثر من لغة، فهو ممن يستحقون الوقوف عند عطائهم والتعمق في فكرهم وأدبهم.

وقد شكرت الجزيرة لدعوتي للمشاركة في الحديث عنه فالأستاذ عابد خزندار واحد من القلة من الكتاب الذين أسسوا لأنفسهم قاعدة عريضة من الثقافتين العربية الاسلامية ...>>>...

شرفٌ لي أن أكتب عن هذا الشامخ بأدبه وثقافته، فإذا ما ذكرت الحقيقة كان خلفها ومعها (عابد) بحث عنها ليحيل العتمة ضوءً والسكوت لغة.

أديب مؤدب.

يثقف ويتثقف.

في صمته صوت التعب وفي تحايله أحيانا بالمفردات كسر لمقص الرقيب.

خطوطه الحمراء هو.

قناعته تتجاوز صبره أحيانا.

شاهد وطرف في كل قضاياه.

عابد خزندار.

صوت الناس الذين لا يعرفه بعضهم.

هو الناس المتخمون بالونَّة والصبر.

هو جبين الأرض ...>>>...

الأديب عابد خزندار طاقة ثقافية، تتسم برزانة الطرح وعمقه، وقد هيأ له ذلك قدرة على تمرير انفتاحه، وجرأة أفكاره، تجد لديه التجدد، الذي لا يقترفه لمجرد مخالفة النمط والسائد، بل هو التجدد النابع من وعي أسسه واختاره، ثم أخذ يصدر عنه من إيمان وعمق رؤية. انهمك في طروحات الحداثة، وما بعد الحداثة، وحركية الإبداع وتجلياته، في وعي بالتنوير المستخلص منها، وفي استهجان لبعض التطبيقات المستعجلة والقافزة ...>>>...

في بداية الخمسينيات الميلادية.. عندما - كنا - في المرحلة الإعدادية.. كان (عابد) - في ذلك الوقت - طالباً كبيراً.. ومتميزاً.. من طلائع المدرسة الرائدة - آنذاك - (مدرسة تحضير البعثات).

إنه (مزيج) وطني.. وتقدمي.. ورائع.. فهو:

ولد ونشأ وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مكة المكرمة.

والده: الإداري المعروف الأستاذ محمد علي خزندار.. أحد كبار مساعدي وزير المالية - آنذاك - ورجل الدولة الكبير ...>>>...

عرفت الأستاذ عابد خزندار من اهتمامه بالمدارس الأدبية والفكرية باحثا ومقوما ما يتم نشره تحت توقيع بعض المعنيين بالفكر والأدب وأثر الثقافة في المجتمع. ثم حرصت على مطالعة اهتمامه بالشأن العام من خلال قضايا المجتمع المدني ناقلا صوت المواطن من خلال قراءة مفكر يعي هموم مجتمعه وسلطة إدارية قائمة على تفسير الحقوق والواجبات من خلال المنتج الحكومي. الأديب والكاتب عابد خزندار: ثروة قومية فكرية أجد ...>>>...

قبل ما يقرب من ربع قرن ظهرت علينا ثقافيا طروحات الحداثة والتجديد الأدبي وكان يقود لواءها د. عبد الله الغذامي وسعيد السريحي ومجايلوهما ثم أتت فترة وجدنا فيها قلما واعيا وفكرا مستنيرا وطروحات تجديدية تتماهى مع الفكر الحداثي وتتعاطى الثقافة السعودية ومعطياتها نقدا وتحليلا ويشارك في فعالياتها تنظيرا وتأطيرا إنه قلم المبدع عابد خزندار - سئل ذات لقاء صحفي أينك منذ ثلاثين عاما ؟ وفي هذا التساؤل ...>>>...

جميل أن يكرم الإنسان ويتلذذ بتكريمه، وجميل أن تكسر الجزيرة تابو التكريم للموتى. عابد خزندار قيمة تستحق التكريم فعلاً بكل ما صنعه من جدل ضده ومعه، وعابد تحول من مشروع تاجر بسيط لكونه من عائلة تجارية إلى وراق والورق هنا معناه الذهب والفضة من مبدأ التورق ولكنه وراق أضاء اسم الخزندار كثيراً من العقول أضاء لنا فكراً وقيمة وحضر من خلال احتفالهم بالإنتاج العالمي كتابا ومجلة وصحيفة ولاشك أن ...>>>...

لم يكن عابد خزندار، فقاعة من فقاعات الحداثة في ثقافتنا، ولم يكن أيضا نبتا من النباتات الصحراء إبان طفرة الثقافة في بداية السبعينات. بل كان مشروعا ثقافيا ناجحا، ومن رواد جيل القنطرة أو الجسر، ممن تبنى حركة التغيير وإعادة قراءة الأدب، بناء على رؤية نقدية تنهل حداثتها من جذور تراثنا النقدي، بمعرفة مطلقة، ورؤية مستقبلية واقعية لمشهدنا الثقافي، كان فيه لصيقا بالمشروع الحداثي الغربي، ومنفصلا ...>>>...

ليس مقالي انتقادا للأستاذ عابد خزندار - ونحن نكرمه مع مكرميه - بقدر ما هو تذكير كما قال الرافعي قي كتابه حول القديم والجديد: فإذا جاء هذا التحديد من طه حسين اليوم فإنه قد يأتي يوم يكون من آخر فلسنا نلوم طه بقدر لومنا من يأتي بعده.

يعد عابد خزندار أستاذا في الحداثة وفيلسوفا في الحب، وكاتب هذه ملامحه الأدبية وسماته الثقافية فإنه يغرق في النقد بكل كلكله ورجليه لأنه فيلسوف بلسانه ومتحدث ...>>>...

لأهل مكة دائما نكهة خاصة، هذه النكهة وإن بدت في كل أهلها إلا إنها تتركز بأدبائها، مكة التي تصهر كثيرا من ثقافات الأمم الإسلامية من اجناس مثقافات واطر اجتماعية، وقبل هذا وذاك العبق الروحاني. لمكة عمق التاريخ هذا العمق الذي يجعل لعمق الجغرافيا معنى ومغنى، وتسابيح مكة وتكبيراتها تطل وتمتزج وتخمر خميرة تتوالد عبر الزمان فتنثرها على الأمكنة، ومن عاش في مكة ودرس فيها وراح يعابث القلم فإنه ينثر ذلك ليكن ...>>>...

في عام 1979م وهو يفتح بوابة الأربعين في راق حياته الصاخبة هما وإبداعا ورؤية، ظهرت أولى كتاباته التي كانت نقطة البداية لكاتب ما لبث أن أدار الأعناق الى حرفه المختلف واطروحاته المتميزة بالموسوعية خاصة فيما يتصل بالشق غير العربي من الثقافة.ثقافة أسهم في تشييدها واقع كان مكتنزا بالثراء المعرفي والعلمي والجمالي نشأ فيه في مدينة عرفت المدنية منذ أماد سحيقة.

عندما استكتب الراحل عبد الله الجفري ...>>>...

في مسار حركة الثقافة الجديدة في بلادنا وحركة النقد تحديدا لا يمكن القفز عن أسماء كبيرة ساهمت واعتنت بهذه الحركة، وقدمت إنجازات لافتة وكبيرة تستحق منا التقدير والاحترام والإجلال ومن أبرز هذه الأسماء الأستاذ عابد خزندار والذي وإن كان جاء إلى الكتابة والنشر متأخرا لكن كان مجيئه إيذان بتدشين وعي جديد وذهنية جديدة ورؤية جديدة ولغة مختلفة تجلت في كتاباته وترجماته والتي جمعها فيما بعد في كتبه ...>>>...

مع بداية تعمق علاقتي بالأستاذ عبد الكريم الجهيمان قبل عشرين عاماً، وأثناء إقامة (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) السنوي بالرياض عرفت الأستاذ عابد خزندار في إحدى زياراته لصديقه الجهيمان في منزله، ولم أكن أعرف عمق علاقتهما إلا بعد أن اطلعت على مذكرات الأستاذ الجهيمان (مذكرات .. وذكريات من حياتي) ط1، 1415هـ، 1995م.

والأستاذ عابد من ضيوف مهرجان الجنادرية السنوي الدائمين. وأصبحنا نلتقي على ...>>>...

جدة - الثقافية- صالح الخزمري

قارئ نهم لم يدلف إلى ساحة الأدب إلا متأخرا بعد أن تشرب المعارف، وكان من حظه أن استوطنته باريس عاصمة الشغب الثقافي، فجمع الثقافتين الغربية والشرقية، ولم يكن كمن انخدع ببريق الثقافة الغربية ونسي أو تناسى جذوره بل وتنكّر لها.

يدعو دائما إلى معرفة لغة الآخرين وثقافتهم لأن ذلك مدعاة لمعرفة لغتنا وثقافتنا. من القلائل الذين منحوا الشأن الاجتماعي اهتماما منقطع ...>>>...

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة