جائزة الملك عبدالله للترجمة خطوة مهمة رائدة في مجال العطاء المعرفي، بل هي إثراء للمكتبة العربية والعالمية، فكم نحن بحاجة إلى هذا المشروع الفائق قوة وجزالة.. فبعد أن أضحت الترجمة مقصورة على (نزعات وأهواء أهل الجامعة) هنا وهناك! بات الآن لدينا المحفز والداعم لأن تكون الأعمال المترجمة متوفرة بما يكفي لأهل العلم، وبما يشبع رغبات الباحثين والدارسين والساعين دوماً للبحث عن الجديد المفيد.
جائزة الملك عبدالله للترجمة نود أن تكون -ومن خلال فروعها الخمسة- مهتمة بالعمل الإبداعي شعراً ورواية وقصة ومسرحية.
فواقع الترجمة لمثل هذه الأعمال الشعرية والقصصية يعاني من شح واضح، ومن ندرة لأن الترجمة تعتمد على المبادرة الشخصية، إلا أن المأمول من هذه الجائزة أن تكون حافزاً لقيام مركز متكامل للترجمة، لأن مثل هذه الجوائز قد تكون وقتية ومحدودة الأثر، أما إن كانت منطلقة من مركز يعنى بالترجمة فهذا غاية في الفائدة والمتعة المرجوة.
فالمجالة العلمي كما هو معروف تعنى به عادة دوائر الترجمة، إلا أن الإبداع شعراً وقصة يحتاج إلى اهتمام.
الأمل يحدو كتاب الرواية والقصة والشعر بأن يقف الأديب الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن المعمر إلى جانبهم في مناصرة فكرة ترجمة الإبداع باعتباره مستشاراً ثقافياً مشرفاً على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وراعياً للعديد من الأفكار الثقافية والمعرفية، وهو خير من يجعل المأمول واقعاً ماثلاً للعيان، فنحن بحاجة إلى مشروع ترجمة متكامل ينبثق من معين جائزة الملك عبدالله للترجمة.