وهذا الأصيل... وقد بدأت شيخوخته ذبول واصفرار على سعف النخيل والعصافير تعزف آخر ألحان النهار حيث ينتهي الغناء والرقص لحظة ينبت النعاس في عشها المنسوج بين أغصان الشجر!!!
السيدة الجوهرة في حديقة منزلها الجديد وكأنها في موعد مع الغروب تجلس على كرسي الرخام الأبيض تحت شجرة العنب.. تتأمل لحظات احتضار الأصيل والكآبة تملأ ذاتها.. وقد ارتدت (البلوزة) البرتقالية المطرزة بالشمس
...>>>...
هذه أمي، تُطِلُّ على الدُنيا بوجهِها الملائكي.. عينايَ لا تُخطئان ملامحَها، لقد بزغتْ في الليلة نفسها التي غابت فيها أمي، إني أسمعُ كلماتِ أُمي مع ارتعاشات نورها.. إنَّها تُوجِّهُ كالعادةِ نصائحَها، ودعواتِها..
- بل هي نجمةٌ تقتَعِدُ مكانَها بين النجومِ منذُ آلاف السنين..
- انظروا إليها؛ إنَّ نورها لا يشبه نورَ النجوم، إنَّ في سطوعها معنى مختلفاً.. إنَّها أُمي.. فلم يكن معقولاً أن تغيبَ عنَّا
...>>>...
استوقفته تلك الكلمات حين مر ببصره على البطاقات الكثيرة الداعية لحضور حفلات الزفاف في هذا الصيف، تشابكت الحروف أمام عينيه مع تلك الألوان الزاهية اللامعة على الورق الصقيل..!
دخلت عليه ابنته غادة ذات العامين وهي تردد بلثغتها المحببة باه.. باه.. نظر إليها وهو يستعرض تلك البطاقات وقد وقف بصره عند كلمات تلك البطاقة التي تدعوه لحضور حفل زفاف أحمد بن.. على كريمة المرحوم..! لم يستوقفه اسم العريس بقدر ما
...>>>...