بالطبع ما زلنا مجتمعا مستهلكا، وهو مصطلح حاضر بشكل عام في مخرجاتنا الإنتاجية في جميع مجالاتها من ملبس ومأكل ووسائل مواصلات وتكنولوجيا... الخ، وفيما يتعلق بالفنون التشكيلية أو البصرية كمصطلح اقرب وأكثر معاصرة لهذا المجال، في هذا المجال نجد أن تطبيق وصف المجتمع المستهلك حاضر وبقوة أيضا، وهنا قد يعترض قائل بسبب أن الفنانين أو الفنانات هم من السعوديين!! ولن أعترض كذلك من حيث إن الخامات والأدوات مستوردة، ولكني لا أتحدث عن الفنون البصرية بوصفها الثقافي كمبدعات منفردة مثل اللوحة الزيتية أو المنحوتة الصخرية، إنما أتحدث عن دور الفنون البصرية في الإنتاج التسويقي، فدوره مغيب مع سهولة تغيير هذا الواقع لنكون مجتمعا منتجا في هذه المجال.
فنحن نملك عددا من الكوادر الوطنية في مجالات الإعلان وتصميم المواقع والإعلانات (وإن كان أغلبهم خاماً لم يتم صقله بعد) لأن من استطاع أن يتعلم برنامج الفوتو شوب أو الاتوكاد أو غيره من برامج التصميم عدد مناسب يغطي الحاجة في حال الطلب، ولكن من ناحية أخرى ربما نفتقد وجود رسامي الأفلام المتحركة والقصص أو الألعاب الإلكترونية.. الخ، الذي يمكن إيعاز أسبابه لحاجة مثل هذا المجال إلى تدريب أكثر ومهارة وبالتأكيد دراسة متخصصة، وهي مجال لم يتم افتتاحه حتى الآن في كلياتنا أو معاهدنا التعليمية، وفي ظل الحاجة المتزايدة لأفلام الرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية، ما زلنا نعتمد على الأجنبي لتنفيذ ذلك أو نستورد حاجتنا من الأعمال الجاهزة المدبلجة أو المترجمة مع عدم مناسبة أغلبيتها كليا لثقافتنا بكل تأكيد وأعتقد أن كثير من الآباء والأمهات يتفقون معي في ذلك خصوصا ونحن نجري عمليات مسح على كل قرص مدمج لألعاب أطفالنا خوفا من احتوائه على مالا يليق!.
وسوق مثل هذه الألعاب أو أفلام الرسوم المتحركة سوق قد يساهم وبقوة في توفير فرص عمل عديدة للجنسين، وأيضا في توفير فرص للاستثمار في الداخل في مجال الفنون البصرية بشكل إنتاجي، ولكن قبل ذلك ربما كان علينا إعادة التفكير بشكل جدي في افتتاح أكاديميات أو معاهد عليا للفنون لتدريس هذه المجالات، وإذا كانت الفكرة واردة فربما يجب التعجيل بتنفيذها، فنحن فعليا بحاجة إلى تخصصات تشمل الرسوم المتجركة Animation والوسائط الرقمية Digital Midia وذلك لتغطية حاجة البلد من المبدعين فيها بدلا من مسخ ثقافة أطفالنا بما لا صله له بمفرداتتنا الأصيلة.
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244