قبل أيام تردد في الوسط التشكيلي والإعلامي خبر رعاية وتشريف أمير عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد للملتقى الأول لجماعة (فكرة)، وهي الجماعة الجديدة على الساحة في وقت يقترب فيه التشكيليون من إعلان الجمعية الأم الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية التي تضع في أهدافها دعم كل تحرك أو مشروع تشكيلي يخدم الساحة، ومن بينها الجماعات التشكيلية. جماعة الفكرة تشكلت من أسماء معروفة على الساحة في عسير، وعلى مستوى المملكة. ولتسليط الضوء على أكبر قدر من المعلومات دعماً للمجموعة؛ تماشياً مع أهداف المجلة في رعاية أي تحرك تشكيلي يخدم الساحة يتسم بالتنظيم والإعداد الجيد التقت المجلة الثقافية بالفنان الأستاذ علي مرزوق المسؤول الثقافي والإعلامي للجماعة الذي بدأ حديثه قائلاً:

بداية كل إبداع (فكرة)، وفكرتنا مطلقة، شائعة، متجددة، وغير محددة. اليوم فكرة كما كان بالأمس فكرة، وسيكون لكل غد فكرة، ومن هنا جاءت التسمية. ملتقانا الأول هو الخطوة الأولى في مرحلة طموحنا. نحن جماعة الفكرة اخترنا أن تكون بدايتها من هنا من عسير التي تشهد في كل صيف احتفاليات ثقافية، وموسمية. وفي رحلة دورية تتكرر كل عام يطوف ملتقانا عدداً من مدن مملكتنا الحبيبة، وبعض العواصم الخليجية، والعربية، يحدونا أمل كبير، وثقة بالله أكبر بأن النافع البديع ينسجم مع هويتنا الإنسانية والتاريخية الأصيلة تحت مظلة الإخاء والمودة، والتأثر والتأثير في مجال الخبرات والمعارف التي من شأنها أن تثري الأعضاء، ومن ثم تعود على مجتمع الفن التشكيلي بالخير العميم.

قواسم مشتركة وأهداف

وعن تشكيل الجماعة والقواسم المشتركة بين أعضائها قال الفنان المرزوق: تتكون جماعة الفكرة من عدد من الفنانين التشكيليين الذين تربطهم رابطة التقارب الثقافي والفني، ولديهم اهتمام بشؤون الفن التشكيلي والأنشطة المرتبطة به؛ للارتقاء بالذوق الجمالي ومحاولة إثراء الساحة التشكيلية السعودية من خلال إقامة المعارض التشكيلية واللقاءات الفنية المتخصصة من محاضرات وندوات؛ حيث تضم الجماعة كلاً من الفنانين سعود القحطاني خريج معهد التربية الفنية الذي أقام أربعة معارض شخصية، إضافة إلى معارض أخرى مشتركة مع عبدالحليم رضوي، وعبدالله الشلتي، ويعتبر أول من نفذ اللوحات الجدارية في المملكة العربية السعودية، الفنان سلطان الزيلعي المحاضر بجامعة الملك خالد، والحاصل على الماجستير في الفنون والتربية من جامعة (ويسكسن) بأمريكا، عضو مؤسس في الجمعية العربية للتربية الفنية، ومثل المملكة في بينالي إيران للتصوير الضوئي العالمي، الفنان معيض الهاجري يحمل درجة الماجستير في التربية الفنية من جامعة أم القرى، وهو مشارك في عدد من المعارض والمسابقات التشكيلية منها معارض الجنادرية، ومسابقات أبها الثقافية، وباحة الفنون التشكيلية، وحاصل على عدد من الجوائز منها المركز الأول في التصوير التشكيلي على مستوى معلمي التربية الفنية، المركز الثالث لتصميم قافلة صيف أبها، المركز الثاني في مسابقة جداريات ذواق، الفنان خالد حنيف تشكيلي ممثل شارك في عدد من المعارض التشكيلية أهمها جائزة باحة الفنون التشكيلية، وجائزة أبها الثقافية، والمعرض المصاحب لدورة ألعاب التضامن الإسلامي الأول، وملون السعودية السادس، الفنان صالح الأزرقي عضو بيت الفوتوغرافيين، وعضو الاتحاد العالمي للتصوير الضوئي، شارك في عدد من المعارض الفوتوغرافية كمعرض الجوازات، ومهرجان الجنادرية، والمعرض الدولي (ترايدينت)، وهو حاصل على عدد من الجوائز أهمها جائزة أبها الثقافية، وجائزة معرض الخبر، أقام معرضه الشخصي الأول بمركز الملك فهد الثقافي - قرية المفتاحة التشكيلية.

والفنان علي مرزوق محاضر بجامعة الملك خالد، ومبتعث حالياً لدراسة الدكتوراه في كلية السياحة والآثار، حاصل على جائزة أبها الثقافية، وجائزة التصوير التشكيلي في المعرض التشكيلي السابع عشر لمناطق المملكة، وجوائز اقتناء في معارض الفن السعودي المعاصر، ومسابقة السفير التشكيلية، أقام معرضه الشخصي الأول في جامعة أم القرى، وله معرض آخر خماسي مع فنانين من السودان، ومصر.

أهداف الجماعة

تهدف الجماعة إلى العمل على تكوين وتوثيق الصلات والروابط الفنية بين الأعضاء من حيث تبادل المعلومات والخبرات في مجال الفنون التشكيلية، والمساهمة في تطوير تجربة التشكيل السعودي، والاهتمام بدراسة التراث الفني وربطه بالفنون المعاصرة، وتشجيع المواهب وتطوير قدراتهم الفنية وتنمية مواهبهم، وتنظيم المسابقات، والندوات والمحاضرات التي تعنى بالفنون التشكيلية، وإقامة المعارض والورش التشكيلية المتخصصة، والمشاركة الجادة في المعارض، والمسابقات، والبيناليات التشكيلية داخل وخارج المملكة، والعمل على توثيق الصلة بين جماعة الفكرة والأفراد، والجهات المهتمة بالفن التشكيلي وأهله، وتكريم المبدعين والمتميزين في النقد، والتذوق، والفن التشكيلي.

عضوية الجماعة

وعن العضوية قال المرزوق: تم تقسيم العضوية في جماعة الفكرة إلى ثلاث فئات كالتالي:

- عضو مؤسس: وهي مخصصة للأعضاء المؤسسين لجماعة الفكرة.

- عضو مشارك: للفنانين التشكيليين، والنقاد.

- عضو شرف: تمنح للأفراد الذين لهم إسهامات بارزة تجاه الفن التشكيلي.

وعن شروطها قال: من ذلك أن يكون العضو سعودي الجنسية، والموافقة على بنود وأهداف الجماعة، والتقيد بتعاليم الدين الإسلامي السمحة وعادات وتقاليد هذا البلد الطاهر، ودفع رسوم الاشتراك بانتظام، وموافقة أغلب الأعضاء المؤسسين على انضمام العضو للجماعة.

الخطوة الأولى للجماعة

وعن أولى خطوات المجموعة تحدث الفنان المرزوق قائلاً: تشرفنا برعاية أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد لملتقانا الأول، وحرصنا في دورة المعرض الأولى على مشاركة أعضاء الجماعة المؤسسين فقط، وهم سعود القحطاني، سلطان الزيلعي، معيض الهاجري، وخالد حنيف، صالح الأزرقي، وعلي مرزوق بأكثر من 35 عملاً تشكيلياً تنوعت فيها التقنيات، والاتجاهات، والمواضيع، كما تم عرض مجموعة من المجسمات التي استخدم في تنفيذها تقنيات مختلفة كالرخام، والخشب، والجبس قدمها حنيف، والقحطاني، والهاجري، ومرزوق تم اعتماد عدد منها من قبل بلدية خميس مشيط لتزيين ميادين، ومداخل المدينة، مشيراً إلى أن مركز الأمير سلطان الحضاري في محافظة خميس مشيط سيكون مقراً للجماعة بإذن الله تعالى.

قراءة في الأعمال المشاركة

وعن الأعمال المشاركة تحدث الفنان المرزوق بقراءة موجزة عنها قائلاً: أعمال التشكيلي سعود القحطاني جمعت بين التجريدية، والتأثيرية السريالية، وتميزت بالجرأة في الطرح، والمعالجة المدروسة للخامة، إلى جانب التقنية العالية في الأداء؛ ففي عمله (انقضاضة) الذي تداخل فيها الصقر بالخيل المجنح وفق أسلوب تأثيري سريالي نجد أن ضربات الفرشاة على مسطح اللوحة في اتجاهات متنوعة قد حققت إيقاعاً متنوعاً يؤكد الحركة والقوة والأداء المموسق.

كما نرى في أعمال الفنان سلطان الزيلعي الفوتوغرافية تركيزاً على الطبيعة بما تكتنزه من مناظر خلابة تستحق التسجيل والتوثيق؛ إذ شارك بأعمال (بانورامية) تصور بيئة عسير، إلى جانب أعمال أخرى تصور الألعاب النارية، ومن التقنيات الفوتوغرافية الأخرى التي عُرف بها تقنية (التعريض المباشر للضوء) بعد وضع الأجسام والأشكال على الورق الحساس الذي يتم تسليط الضوء عليه لفترات زمنية مختلفة فتظهر أعمالاً تجريدية.

بينما يعد الفوتوغرافي صالح الأزرقي من الفوتوغرافيين الذين يرسمون بالعدسة ظلاً، ونوراً، وألواناً، إلى جانب مساحات وخطوط تحدد الأشكال وتؤكدها، وقد تميز بصور التتابع التي يلتقط من خلالها مجموعة من الصور لموضوع واحد بشكل متكرر.

أعمال الهاجري نجدها تقترب من المدرسة التكعيبية، بينما تعكس مواضيعه مشاهد من الحياة اليومية العادية كالفرح، والأمل، والانتظار، والحلم، إلى جانب اهتمامه بالمرأة، سواء كانت أماً، أو بنتاً، أو زوجة محبة، هذه الأعمال نجدها تجمع بين الساكن والمتحرك؛ فكما أن هناك أعمالاً ساكنة تصور البيئة نجد أعمالاً أخرى تتحرك محدثة نوعاً من (الديناميكية) داخل نصوصه البصرية؛ ففي عمله الذي سماه (عروس) نشعر كأنها تتراقص على أنغام الموسيقى فرحاً بزواجها؛ إذ يتراقص الحب - القلب معلناً اكتمال الفرح. أما ألوانه فحالمة شفافة تعكس التفاؤل والأمل رغم الحزن الذي يغلف بعضاً من نصوصه.

كما تعكس أعمال حنيف الجدية والبحث الدؤوب عن كل ما هو جديد ومفيد؛ إذ قدم عدداً من الأعمال المتنوعة في الموضوع، والطريقة المستخدمة في المعالجة، وهو يحاول من خلال هذه الأعمال أن يقدم رسائل للمتلقي عنوانها الحب، والسلام، والأمل؛ ففي عمله التجريدي المسمى (المشنقة) الذي استخدم السكين في تلوينه بضربات سريعة مدروسة نلحظ التفاؤل بمستقبل مشرق وأمل يتسع كلما اقتربت قلوب العراقيين وتوحدت صفوفهم.

وعن أعماله المشاركة في المعرض قال الفنان علي مرزوق: استخدمت تقنية الحفر (الجرافيك)، من خلال أعمالي التي تصور تراث منطقة عسير المعماري، والزخرفي بأسلوب تجريدي اعتمدت فيه على (البنائية) في توزيع المساحات، وموتيفاته الزخرفية، كما أني أمارس الخزف؛ فأعمالي عبارة عن أوان، ومعلقات خزفية مزججة بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ أصالة الماضي - الموضوع، وعصرانية المعالجة - التقنية؛ إذ تتوزع الموتيفات الزخرفية الشعبية المقتبسة من فن (التقطيط) الذي تشتهر به منطقة عسير داخل النص البصري مع اتجاه عقارب الساعة.

* يمكن مراسلة الجماعة على العناوين التالية:

خميس مشيط، مركز الأمير سلطان الحضاري

alfekrah@hotmail.com

أخيراً...

باسمي واسم كل أعضاء الجماعة نشكر جريدة (الجزيرة) على هذا الاهتمام الذي اعتدناه منها.

لإبداء الرأي حول هذا اللقاء أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244