هذا العنوان الضخم الذي اختاره الدكتور عبد الله الفيفي لكتابه، رأيناه شرطاً أملاه على نفسه، على اعتبار أنه أقرب إلى ما أراد أن يقوله في الكتاب. وعلى هذا فقد كان من حقنا أن ننتظر أن تكون رؤيته نقدية بكل ما في النقد من اشتراطات لا ينجح إلا بها، ولا يصدق إلا من خلالها. وأن تكون رؤيته جديدة غير مجرّدة للجدة. وأن تكون غير باحثة فقط عن الإتيان بما لم يأت به الأولون. وكان من حقنا أن نتوقع أن تكون
...>>>...
تتسم الثقافة العربية بغَلَبة الطابع الازدواجي عليها، بين خطاب منطوق معلن، وآخر مُضْمَر مسكوت عنه، أو بين المستتر المكبوت والظاهر المكتوب، إلى درجة أن بعض الباحثين يؤكّد أن المسكوت عنه أو المخفي والمكبوت أكبر بكثير وأهم دلالة ومعنىً من المنطوق به أو المكتوب والمعلن والمعَمّم. وقد كان للثقافة العربية على الدوام إطاران مرجعيان، أكبرهما ثابت مستتر في معظم الأحيان، والآخر متغّيرٌ ومعلن في جميع
...>>>...
كثيرة هي الجمل المنتقاة المنمقة المتناثرة في أنسجة الحوارات المتناسلة المبثوثة هنا وهنالك، تلك المتضمنة للمعاني المعبرة عن الدوافع للكتابة لدى الأدباء... كلمات رنانة تتفتق من خلالها عبقرية كل أديب في وصف تلكم الأحاسيس الجياشة والمشاعر المتداخلة التي تحدو به إلى نفث زفرات أنفاس حناياه (المتأججة)، والتي لا يمكنه تفادي إخراجها والوقوف ضدها، وذلك تحت طائلة اختناق إنسانيته وموت حقيقة كيانه حسب
...>>>...