تُعبرُ كلُ سيرة ذاتية في الأساس عن حالة خاصة، ولهذا يستعيد الدكتور غازي القصيبي في مقدمة هذه السيرة مقولة: (لكل إنسان قصة تستحق أن تروى). (قطرات من سحائب الذكرى، ص 12). ومع هذا تتقاطع كثير من السير مع سير أخرى في تشابه الوقائع والمواقف والأحداث والظروف، وتتمثل خصوصية الحالة عند النظر في عوامل السياق، والدوافع الذاتية، وترابط عناصر البنية النصية، واستراتيجيات الكتابة، واللغة، والأسلوب؛ مما يميز سيرة عن أخرى في الإفضاء بدلالاتها الكامنة، ومسارها في عبور الحاجز بين الخاص والعام، وطريقتها في كتابة التجربة، وليس مجرد الكتابة عنها.
ولذلك فإنه لا يمكن فصل هذه السيرة عن كتابات المؤلف الأخرى المتنوعة والمنتظمة، التي ينقل فيها خلاصة تجاربه، ويقدم من خلالها آراءه في قضايا الشأن العام. والسيرة في قسم منها أشارت إلى الجانب المتعلق بالنشر في الصحف، والولع بالقراءة والكتابة منذ وقت مبكر. كما أشارت في موقع آخر إلى نوع من ارتباط انصراف الطفل إلى القراءة، ثم مواصلة الكتابة فيما بعد، مع حالة الصمت المتبادلة بين الأب والابن، قبل أن تتبدل الأمور، وتأخذ مساراً آخر، وهذا المقطع من السيرة يمكن اعتباره النقطة الكاشفة، أو (الماستر سين)، مع أنه ورد على شكل لمحة خاطفة.
ويتمثل الدافع الكامن هنا بقول السارد واصفاً العلاقة بين الأب والابن: (كان الصمت (لغة) مشتركة بيننا عبر سنين طويلة لم يتلاشى إلا بعد عودتي من أمريكا مبتعثاً، ودخولي دنيا الوظيفة العامة والالتزامات الحياتية والاجتماعية، هنا، شهدت علاقتنا تحولاً كبيراً، تبدلت العلاقة من خلاله من (صراط) مغلف بجليد الصمت إلى (تفاعل) نشط تحكمه الحميمية المتبادلة والشعور ب (عاطفة الصديق) نحو صديق يحبه ويجله ويثق به). (القطرات، ص159) وتكشف هذه العبارة نوعاً مما يسميه نورمان هولاند (الرغبة النواة)، التي يدركها القارئ من النص حتى ولو لم يذكرها الكاتب، ولا تؤثر الاستطرادات المتشعبة تشعب الحياة ذاتها في التغطية عليها أو طمسها أو تحريفها. وحضرت علاقة التواصل الحميمية مع الأم باعتبارها طاقة التنفيس الوحيدة آنذاك، وفيما بعد، ولهذا تستعاد بوصفها (مرافئ الفرح والحب والحنان). (القطرات، ص 9).
ذلك الصمت ولَّد نقيضَه فيما بعد، وهو تعميم الجهر بواسطة الكتابة؛ كما أن تلك الفترة من فقدان التواصل وانقطاع نقل تجربة الأب إلى الابن، دفع الذات الكاتبة إلى تعميم التواصل، ونقل التجربة الخاصة إلى كافة الأبناء من الأجيال الجديدة.
فالصمت دفع الطفل إلى القراءة في البداية، ثم واصل الكتابة، ولا زال مخلصاً لها؛ لأنه أخذ دور الأب هذه المرة، وصار يوجه رسائله التربوية إلى الأجيال الجديدة، وهذا يحيل إلى طابع الأبوية الذي وسم النص. بل إن بعض القراءات وسعت الدائرة في هذا السياق واعتبرت أن (سيرة السدحان تعمل على وصل القطع في ذاكرة المجتمع، لأن الوعي بنقطة الانطلاق هو الترمومتر الذي يقيس به المجتمع درجة تقدمه، ويراجع على ضوئها خطواته وهو يترقى في سلم التطور والتقدم). (د. صالح بن سبعان، صحيفة الجزيرة،3-7- 1427هـ،7-82006، ص 29). وذاكرة المجتمع تتمثل منظوماتَه القيمية عموما، وتشكل الأبوية طابعها الأساس.
إذن هذه العلاقة الخاصة بين الأب والابن كانت من أبرز سمات خصوصية الحالة؛ وبالتالي من أهم النقاط الجوهرية في توجيه دلالات النص؛ فصارت نزعة القراءة والكتابة نوعاً من ردة الفعل على فترة الصمت، وانقطاع التواصل في المتوالية الأبوية.
ومن جهة أخرى لا يمكن فصل النص عن ديناميات الاستقبال وتوقعات القراء، وما حظي به من أنماط التلقي، التي اجتذبتها دلالاته، سواء في مساحاته المحبرة، أو فراغاته البيضاء. ومن الواضح أن تعدد زوايا النظر، في القراءات التي علقت عليه منذ صدوره، تأثرت بما ألمح إليه الكاتب في المقدمة من المفاضلة بين جنسي السيرة والرواية، ثم اعتماد جنس السيرة الذاتية، التي تختلف عن السيرة الغيرية - مثلا - وما فيها من تضخيم للشخصية، أو الرواية وما فيها من تضخيم للحدث، كما تأثرت أيضاً بالإشارة إلى تعدد دوافع الكتابة، مع تغليب الهدف التربوي. وتعاطفت كثير من القراءات مع النص، وبدا أن كل كاتب يبحث في السيرة عن جزء من ذاته، أو جانب من اهتماماته. وتعاضدت قراءات أخرى مع العمل؛ فبدا وكأنها تشارك في إعادة إنتاجه، ومالت إلى المزيد من الشرح والتفسير والمقارنة بينه وبين سير أخرى، أو نظرت إليه باعتباره لبنة جديدة في أدب السيرة الذاتية المحلي، الذي صار يكون تراكمه الخاص في السنوات الأخيرة. وكان هناك تركيز خاص على أسلوب الكتابة، وما تميزت به من لغة سليمة، وما عبرت عنه من منهج موضعي رصين. أو حسب عبارة الدكتور عبد العزيز الخويطر: (أديب يجيد التخطيط لعرض أفكاره واختيار الأسلوب الملائم، واقتناص التعبير الجذاب). (د. عبدالعزيز الخويطر، الجزيرة الثقافية، 6-5-2006م - 9-5- 1427هـ، ص 4).
وإذا كانت هذه المتابعات قد وفرت مهمة إعادة تكرار هذه الجوانب، وخاصة ما تميزت به السيرة من لغة سليمة قوامها الأسلوب الأدبي المشغول بعناية، فإن هذه الورقة ستركز على عناصر البنية النصية، على اعتبار أن اللغة رغم رونقها الأدبي ليست أداة التوصيل الوحيدة.
ومع أن سياقي الإنتاج والتلقي مركزا نظر يقعان مبدئياً خارج النص، لكنهما يظلان من أهم موجهات التحليل، بما ينطويان عليه من علاقة وثيقة تستدخل النص بوصفه جزءاً من عملية التفاعل داخل هذه العلاقة، في الوقت الذي يتأسس كل منهما باعتباره أفقاً للآخر.
باستحضار هذه المقدمات، نجد أن أبرز الدلالات تتساوق مع انتماء النص إلى عمق سياقه الثقافي والاجتماعي؛ فالذات الكاتبة هنا، لا تُمثل ذلك النمط من الذاتية المتفلتة على قيم المجتمع، بقدر ما تمثل نزعة التميز والكفاءة الفردية الطبيعية المنطلقة من داخل المنظومة الاجتماعية ذاتها، والمعبرة عن درجة عالية من الانتماء إليها، حتى لو اكتسبت الذات بعض معارفها ومهاراتها وأفكارها من مصادر خارجية، لأنها تعود وتوظفها لصالح المجموع، رغم المصاعب التي عَرضت لها في مرحلة الطفولة، كما أعادت التأكيد على أن قيمة الكفاءة الفردية أوضح ما تبرز في مراحل الاهتزازات والمصاعب الاجتماعية، حين تصبح الروابط القديمة في فترة من الفترات غير قادرة على توجيه وحماية مسار حياة الفرد؛ ولهذا كان هناك شيء يلح على الطفل، وهو تلك النزعة القوية لتجاوز ظروفه، وكأن المصاعب كلما زادت وتعقدت تستدعي نقيضها بذات الدرجة من قوة ضغطها على ذات الطفل، مما ساعد لاحقاً على تحويل المصاعب إلى زاد للتفوق، وكأن الشقاء صهر ذات الطفل فخلصه ونقاه من شوائب الانحرافات والتشوهات الخلقية والسلوكية.
النجاح له طريقان أما أن تهيأ كل السبل للإنسان حتى يصل إلى النجاح وهي مسألة عادية ليس فيها جديد، وإما أن ينجح رغم قلة سبل النجاح، وهذا هو الأمر الذي يحتاج إلى شرح وتفسير، ويصبح موضوعاً للكتابة، لأنه يصور مدى القدرة البشرية على تجاوز العوائق، ويفضي بالتالي إلى ذلك التوق الإنساني لنقل التجربة الخاصة إلى الآخرين، لأخذ الدروس والعبر، باعتبار ذلك جزءاً من الرسالة التي على الإنسان أن يؤديها في هذه الحياة، خاصة إذا كان من الأشخاص ذوي الفعالية العالية.
والنص مثَّل قدرة الشخصية على تجاوز الظروف والعوائق، والوصول إلى هدف أو موقع مهم، رغم أن المجتمع لم يؤمن لهذا النموذج طفولة طبيعية، ولم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لكنه أصبح عضواً فاعلاً ومفيداً للمجتمع، وهذا هو المطلوب من الشباب الحالي الذي يتذمر ولا يكافح.
والصيغة الدرامية هنا، هي أحد مقومات العمل، وقديماً قيل: (إن البطولة هي السباحة ضد التيار، فأي ضفدعة أو نملة صغيرة يمكن أن تسبح مع التيار).
إن خوض التجربة الصعبة وتجاوزها من أهم مقومات أي ذات فاعلة، وتكتمل الفاعلية بتلك القدرة الإضافية على إعادة صياغة التجربة؛ لأن (الفاعلية التي تتمتع بها الذات الإنسانية تتحدد بقدر ما يمكنها من صياغة مناسبة لما تستمده من خبرات الواقع). ( يحي محمد، جدلية الخطاب والواقع، دار الانتشار العربي، بيروت، 2002م، ص 25).
***
وإذا عدنا إلى بنية النص فإننا نجده إضافة إلى محور (الأبوية)، ينبني على محور آخر هو: (الرحلة). تتسع معاني هذين المحورين وتتطور، من جهة، كما تتفرع منهما وتعود إليهما بقية الخطوط الفرعية، من جهة ثانية.
بدأت (الأبوية) بالأب المباشر، ثم الانتقال إلى أبوية الدولة، وصولاً إلى أبوية الكاتب التي بدأت بذورها منذ عملية الختان، وهو الحدث الذي تكرر ذكره كثيراً في السير المحلية، بما يعنيه ذلك من اعتماد الطفل عضواً في تسلسل النظام الأبوي، وهذا يحيل إلى الدافع التربوي للسيرة، أي الدافع الأساس المصرح به في أكثر من موضع، وفي عدة مناسبات. وطابع الأبوية والاحتضان يفسر أيضاً أن النص أحياناً يأخذ شكلاً إطارياً يَضُمُ سيراً صغيرة لأشخاص آخرين، أو استطرادات تفرضها طبيعة السياق.
أما الرحلة في الأمكنة والأزمنة فقد حضرت بشقيها المادي والمعنوي، وكانت وظيفتها أساسية لرصد حركة انتقال الشخصية من حال إلى حال. وجاءت الرحلة المعنوية خصوصا لتُعبر عن الانتقال المتدرج من رعاية الأسرة الصغيرة أو العائلة أو القبيلة إلى رعاية الدولة أو الوطن (أي الأسرة الكبيرة)، وانعكس أيضاً في نزعة التفوق طيلة المراحل الدراسية المتتالية، ثم في مواقع العمل والمناصب الوظيفية.
تلازم هذان الخطان بداية من رحلات الأب، وخاصة رحلته إلى أبها، وزواجه، من والدة الطفل، وطلاقه منها، واستمرا فيما بعد. وشكَّل استمرار وتواصل الرحلة عموماً في وجه من وجوهه دعامة لوصل ما يتعرض إلى الانقطاع في مسار الأبوية.
والرحلة هي الرابط النصي بين عنصري المكان والزمن، وما مثلاه من دلالات في بنية العمل؛ لأن المكان ارتبط بصفة القسرية والإجبار، والزمن ارتبط بصفة المرونة والاختيار، ولهذا ارتبطا بصفتي العسر واليسر في عبارة (بعد أن بدل الله عسري يسرا). (القطرات، ص 9).
كان حضور المكان قوياً في بنية الحكاية الأساس (حكاية الطفل)، بحكم كونه مشدوداً إلى شروط المكان، وأهل المكان، وظروف المكان، ثم بدأت صلابة المكان تتلاشى تدريجياً على مدى الرحلة، ببعديها المادي والمعنوي، وصولاً إلى الحضور القوي للزمن في وقت المحكي؛ فكانت اللحظة الحاضرة هي لحظة التركيز والتجميع والتوسيع السردي في الوقت ذاته. تنفتح على الماضي الذي تخلص من ضغط شروط المكان، هذه المرة، وانتفى تأثيره السلبي؛ لابتعاده في الذاكرة، مما يسمح بانتقاء اللحظات المفرحة، مثل العلاقة الحميمية مع الأم، أو بعض القيم الاجتماعية الجيدة. وتنفتح اللحظة الحاضرة أيضاً على المستقبل بوصفه مناط تحقيق مقتضى الهدف التربوي؛ (لأن الماضي يتحول هنا إلى زمن للاعتبار والحاضر إلى زمن للاستثمار باتجاه المستقبل زمن التحديات). (د. معجب مقدمة موسوعة الأدب السعودي الحديث السيرة الذاتية، ص 34).
كانت أمكنة الحكاية أمكنة إجبار، لما ارتبط بها من الاحتواء والالتصاق بالظروف الصعبة، أو ما سماه الكاتب (قهر المكان، وشظف العيش). (القطرات، ص 9). وشظف العيش يعبر عن الشرط الاجتماعي، أكثر مما يعبر عن الفقر والحاجة مثلاً، ولهذا علق الدكتور عبد العزيز الخويطر بقوله: (أطفال نجد كانوا أشقى). (د. عبد العزيز الخويطر، الجزيرة الثقافية، 6-5-2006م - 9-5-1427هـ، ص 4). بل إن الدائرة قد تكون أوسع، كما سبق أن عبر الدكتور صلاح صالح عن (الواقع المرعب الذي يكتنف مساحة هائلة من حياة الأطفال العرب من المحيط إلى الخليج). (د. صلاح صالح، سرديات الرواية العربية، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة،2003م، ص 199).
كانت الرحلة حتمية؛ فهي الوسيلة لمراوغة ومفارقة واقع محدد والانتقال في الزمن من موقع إلى موقع من أجل تحسين وضع الذات، ولهذا كان لها الدور الأبرز في خلخلة صلابة وانغلاق المكان والشرط الاجتماعي معاً، وصولاً إلى انفتاح الزمن. وجاءت مصاعبها بمثابة المرحلة الانتقالية للتدرج نحو مفارقة وضع إلى وضع آخر. فكانت مخاضاً للبحث عن زمن خاص، أو هوية خاصة. يقول السارد: (كان التنقل في الأمكنة يشعرني باهتزاز دائم في الهوية). (القطرات، ص 226). بما يتناسب مع كون الرحلة فترة مخاض، والاهتزاز هنا يعني الحركة أي أن الهوية حية ولكنها تبحث عن خلاص خاص بعيداً عن احتوائية المكان، والشرط الاجتماعي معاً.
وكان تدرج وسائل المواصلات في الرحلة، من الحمار إلى الجمل إلى السيارة إلى الطائرة في رحلات داخلية إلى الرياض ثم إقليمية إلى بيروت ثم دولية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل تنامي النزعة الدفينة في التخلص شيئاً فشيئاً من سلطة وآثار احتوائية المكان، والبحث عن الزمن الخاص الذي يجعل أي مكان مكاناً حميماً؛ خاصة وأن الرحلة تلبست بمقوم النجاح أي: (الدراسة)، بوصفها جزءاً من الرحلة المعنوية. وكان الابتعاد في مشوار الرحلة المادية والرحلة العلمية من المرحلة الابتدائية، إلى الإعدادية، إلى الثانوية، إلى البكالوريوس، إلى الماجستير، ثم إلى مواقع العمل المتتالية والمتدرجة صعوداً، يمثل في جوهره نوعاً من الإيغال في الابتعاد عما أصبحت ترمز إليه احتوائية المكان في الماضي، وما تلبس بها من ظروف قاسية؛ ولهذا يؤرخ الكاتب لحركة افتكاك الزمن من سلبيات المكان، مع عدم إغفال استعادة اللحظات الجميلة والقليلة في ذلك المكان، الذي سبق أن غادره الوالد، ولم يعد إليه إلا بعد (30) عاماً، رغم أن له فيه أملاكاً ومصالح. وعموماً عكس النص تلك الرغبة الإنسانية القوية في إعادة التصالح بين الأمكنة والأزمنة، بعد أن كان المكان يأخذ تنويعات سلبية في مواضع متعددة داخل النص:
- (فيافي الزمن). (القطرات ص 9)
- (سراديب الزمن). (القطرات، ص 193)
- (مجاهل الزمن). (القطرات، ص 355)
ويؤكد تعدد الإضافات على قوة سلبية المكان الملتبس باحتوائية الظرف الاجتماعي: (فيافي، سراديب، مجاهل) التي تأخذ صورة متصاعدة في درجة السلبية حسب ورودها بهذا الترتيب في بنية النص للتأكيد على هذا الجانب.
ويلاحظ أن الزمن المضاف إلى هذه الصفات ظل ثابتاً، وكأنه يطلب الفكاك من سلبيات المكان؛ للخلوص إلى زمن خاص بالذات الفاعلة، يمكن تحويله إلى زمن واعد، وتوريثه لذوات أخرى، بدل صعوبات المكان التي ورثها البطل، فحق له أن ينفرد بدور المخلص الذي يفتدي الأجيال الجديدة. بعد أن وصل إلى الزمن الحاضر، زمن الاختيار، زمن تجاوز الظروف المحبطة، والانعتاق من ربقتها، زمن النجاح والراحة، زمن النضج، زمن الإنتاج والتحليل، وانتخاب الحكايات الدالة، التي تدعم البعد الإيديولوجي للكتابة، وما يستتبعه ذلك من اختيار اللغة الفصحى، ودفع اللهجة العامية إلى هوامش الحكي، لتكون جزءاً من طابع السخرية والطرافة، الذي كانت وظيفته التشويق، والترفيه عن القارئ.