حدثني صديق أديب مراراً عن كساد أحد كتبه وشكا من قلة المهتمين بالقراءة والبحث عن الثقافة والمعرفة، وأضاف يقول إن العناية بالكتاب هذه الأيام قلت وأن الناس لم يعودوا يولون الثقافة اهتمامهم كما كانوا يفعلون قبل سنوات.
- قلت وأي كتبك الذي تشكو من كساده؟
- قال: الكتاب الفلاني!
- قلت: أتنزعج من الحق؟
- قال: لا.
- قلت: لقد قرأت كتابك يا صديقي وأرجو ألا تغضب مني إذا قلت لك إن كتابك لا يصلح لقراء هذا الزمن لأنه لا يساير العصر ولا يثير شيئاً من الفكر؛ فهو عبارة عن موضوعات، لا رابط بينها ولا ضابط، بعضها مضى وقته، وبعضها عبارة عن تجميع لأقوال أو شرح لموجز أو شبه ذلك. وعصرنا يا صديقي هو عصر الفكر والعلم، فيجب على من يتصدى للتأليف أن يخاطب عقول القراء بالدرجة الأولى فيجذب اهتمامهم ويجب أن يتحسس رغبات المجتمع الذي يعيش فيه فيكتب عن آماله وآلامه الحاضرة والمستقبلة وما أشبه ذلك!
وأعتقد أن كساد كثير من الكتب والمؤلفات وانصراف الناس عنها ليس عيباً في القراء وإنما عدم معرفة الكاتب بذوق وتفكير قرائه. فلو أن كل مؤلف فحص إنتاجه وتعب عليه وأحسن اختيار الموضوع وأجهد نفسه في تجويده واعتمد فيه المنطق ومسايرة العصر والمنهجية العلمية الفكرية.
لاستطاع أن يجلب عدداً كبيراً من القراء المتعطشين للمعرفة والثقافة بقالبها العلمي والفكري، ولما كسدت الكتب في المكتبات!
وفي رأيي أن المؤلف، أو الكاتب الذي يحترم فكره وقلمه لابد أن يحترمه القراءة ويحترموا إنتاجه ويقبلوا عليه.. أرجو ألا أكون قد أغضبتك بكلامي.
- قال: وهو يشد على يدي.. لا.. لن أغضب من أخ ينصحني بكل هذه الشفافية وسوف أعمل بهذه النصيحة!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244