أخلس: ميزانها الصرفي.. أفعل.. سماعاً
أخلس - نظر: خِلسة فجأة
خالس - بفتح اللام سارق النظر
يُسارق بغفلة ممن يراه
يُخالس - مثله لكنه فعل مضارع.
يخالسون - حكاية عن: الجمع.
ولم يرد أبداً حسب تتبعي في مطولات المصادر وفروعها (يخلسن) ولا يصح هذا،
وخالس ويخالس ويخلس النظر سارقه يسارقه يسرقه، والأخيرة.. قياساً.
ويوصف بها: النمر - والعقاب والصقر وهر البر (الوشق) واللص والجاسوس، وغالب ما يوصف بها: (الذئب) لكثرة وجوده في شبه جزيرة العرب من قديم الزمان فهو يخالس الرعاة حتى يناموا فإذا هم رقدوا عدا بخفة وسكون إلى المتطرفة من الشياه فسبعها واقتادها حتى يغيب ثم يفترسها حنيئذ.
وأما صفة المخالسة فهي تركيز النظر بخفا وتصويب مع سكون دائم ومع عدم طرف البصر، وغالب المخالسة إنما تكون من وراء جذع شجرة أو تلة أو حجر يواريه ولا يظهر منه إلا العينان ولهذا قيل: سبعة لا يخالسون:
1- الحر.. والحرة.
2- العادل الأمين.
3- الواثق المنصف.
4- المظلوم العاجز.
5- قائم الليل يشكو أمره لله.
6- البريء.. المتهم..
7- الصالح في معاشه.. وسكناه.
قال ابن لحيدان: ونعود إلى أن المخالسة يوصف اللص ومن شابهه والذئب من لصوص السباع وهو موصوف بالبغي والحسد، فإنه إذا عدا على حظيرة غنم قتل منها الكثير وتركها ولم يأكل إلا جزءاً يسيراً من واحدة، وقد يوصف الشجاع بالذئب إلا أنه وصف لا في كل حالات الذئب، بل في حالة دون حالة لأن غالب أمره اللصوصية والدهاء والمكر المدروس.
قال كعب بن مالك - رضي الله عنه - في يوم: ذات قِردَ (بكسر القاف.. وفتح الراء) يمدح المسلمين الذين نافحوا في سبيل الله. قال:
وإنا لنقري الضيف من قمع الذُّرا (1)
ونضرب رأس الأبلخ المتشاوس (2).
نرد كماة المعلمين إذا انتخبوا
بضرب يسلي نخوة المتقاعس (3)
بكل فتى حامي الحقيقة ماجدٌ (4)
كريم كسرحان (5) الفضاة مُخالسِ
... إلخ
(الهامش)
(1) نقري: نطعم الضيف
(2) الأبلخ.. والمتشاوس.. الجبان المتكبر.
(3) المتقاعس: المتخاذل الضعيف.
(4) الحقيقة: التوحيد.
(5) السرحان: من أسماء الذئب.
(6) الغضاة: شجر بري سهلي، ومنه جبلي له سيقان وأوراق لا يرتفع كثيراً عن الأرض.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244