تسألني صديقتي..

مَن تُراه..

حمل الشمس إلى وجهك

مِن بين الغُيوم..؟!

أرسل البدر إلى عينيك

في ليل الهموم..؟!

أضرم الأنوار في عتم الشِفاه..؟!

زيّن الشَّعر بإكليل سَناه..؟!

عطّر القدّ بأنسام شذاه..؟!

لوّن الرّوحَ بألوان قزح..؟!

مَن تُراه..؟! مَن تُراه..؟!

* * *

صديقتي...

هذا الذي ترينْ..

يستوطنُ العينين..

وُلدتُ حين جاء..!!

توقفتْ لخطوه عقارب الزمن..!!

وغادرتْ مرافئي مراكب الشجن..!!

هذا الذي ترينْ..

أيقظني من وحشة الخَواء..

لأنفض الغُبار..

عن عمري المهجور..!!

وقلبي الموتور..!!

أُحرّر الشعور..

من رِبْقَةِ الأحزان..

لتنبض العروق..

في إرثى الجميل..!!

صديقتي..

هذا الذي ترين..

علّمني أحاور المرايا..

وأرتدي ما يخلبُ البصر..

سِواري الشقائق.. وعِقدي الزنابق..

قرطي النجوم.. وشالي الغيوم..

عِطري المطر.. وخاتمي القمر..!!

* * *

صديقتي..

هذا الذي ترين..

قد جاءني على قدَر..

من صناديق الخرافات الجميلة..

من أهازيج الحكايات القديمة..

ممتطياً ضفائر الطفولة..

كفارس من نُور..!!

ملفعاً بالنُّبل والرجُولة..

ممتشقاً سنابل المروءة..

مُخضّب اليدين بالنّقاء..

مُطرّز الجبين بالإباء..

وجْههُ الصباح..

وصوْتُه الرياح..!!

مِن عصْفها..

رواسبُ الهموم ترْتعد..

من نارها..

جداول الربيع تبْتردْ..!!

* * *

صديقتي..

هذا الذي ترين..

أوردني مواردَ الأمان

أنزلني منازل الفرح..

طهّرني بدفقة من نور..

أسكنني البرُوج والقُصور..

توّجني أميرة العُصور..!!

رأيته من قبْل أن يجيء..!!

عشقته من قبْل أن يضيء..!!

وحينما أضاء..

عانقتُ فيه دهشة الطفولة..

أشعلتُ فيه بهجة القصيدة..

أنهيت فيه رحلة الحُلم..!!

* * *

صديقتي..

هذا الذي ترين..

يستوطنُ العينين

لم تقرئيه.. لم تنظريه!!

لأنه كفارس من نور

قد يبهر العيون..!!

قد يبهر العيون..!!