Culture Magazine Monday  16/06/2008 G Issue 252
نصوص
الأثنين 12 ,جمادى الثانية 1429   العدد  252
 
مطالعات
بهية بوسبيت في (خفايا الزمن)
قصص واقعية تحكي رحلة العناء الإنسانيعبدالحفيظ الشمري

 

 

إشارة:

- خفايا الزمن (قصص)

- بهية عبدالرحمن بوسبيت

- دار عالم الكتب - الرياض - 1428هـ

- تقع القصص في نحو (144 صفحة) من القطع المتوسط.

الكاتبة بهية بوسبيت تطل على القارئ بعمل قصصي جديد تسمه بعنوان (خفايا الزمن)، محاولة في هذا السياق الاستنطاقي للحكاية أن تكون أكثر وضوحاً في تقديم المعاناة على ألسنة الشخوص في كل قصة من القصص المجموعة.

قصص (خفايا الزمن) تميل في مجملها إلى فن الحكاية، حيث برعت الكاتبة بهية بوسبيت إلى جذب اهتمام القارئ إلى قصة (رباب) أو حكايتها لتسوق الموقف تلو الآخر واعية لهذه الحميمية التي تنشأ عادة بين الحكاية وقائلها، لنرى أن (الراوي) في القصة الأولى (رباب) ذهب نحو استقصاء حقيقة الهموم الإنسانية وكأنها في مشروع روائي قابل لأن يحوّل إلى عمل تمثيلي نظراً لكثرة المشاهد، وتوالد الصور.

فقصة (رباب) لا تدخل حقيقة في مفهوم القصة القصيرة كفن سردي جديد، إنما هي أقرب إلى الحكاية، فهي لم تحقق شرطية الاقتضاب، واللغة المكثفة، والحدث المتناهي الدقة، والحيز الزماني المركز، والمكاني المحدد.

الكاتبة بهية بوسبيت رأت أن أقرب الرسائل إلى عقل المتلقي هي (رسالة الحكاية) لنراها وقد عنيت فيها، وصاغت منها جملة من الأحداث والمواقف الإنسانية المعبرة التي تتقاطع عادة مع القارئ من هموم ومشاعر إنسانية.

في قصة (الرحيل) بعد آخر للعناء الإنساني الذي حوّلته الكاتبة إلى لغة سردية قابلة للتداول والنقاش، فلم تخرج قصة (الرحيل) عما اعتاده القارئ في قصة (رباب) حينما وظفت بهية بوسبيت جل طاقتها لتقديم رؤية إنسانية جديرة بالاهتمام والمتابعة.

فالحكاية التي تواترت عن عائلة (أبو محمود) لها ما يشبهها من حكايات كثيرة يتداولها المجتمع، إنما رأت الكاتبة أن جانباً آخر من هذه الحكاية جدير بالإضاءة يتمثل في المفارقة التي طرأت على عائلة (أبو محمود) حينما انتقلت من الحي القديم إلى آخر جديد لكن هذا الانتقال والتحول جاء بمثابة النافذة التي يطل منها القارئ على عوالم العائلة التي تتناهبها تحولات كثيرة على المستوى الداخلي في تفاصيل حياة الأسرة، وأخرى في نطاق ومستوى المجتمع من حولهم، فلم تغادر الكاتبة أي صغيرة أو كبيرة إلا ودونتها في هذه الرسالة الحكائية التي تنهل من معين العاطفة.

في القضيتين (رباب) و(الرحيل) بوادر مشروع روائي مناسب، إذ يطالع القارئ حرص الكاتبة على تقديم رؤية سردية مناسبة لحكاية الشخوص في العملين الذين انطلقت صور السرد فيهما من منطلق واحد تمثل في (الحكاية) المعبّرة لهؤلاء الذين يتوقون إلى أن يعيشوا بسعادة.

لغة السرد في القصتين هادئة جداً، فلم تنشأ الكاتبة (بهية بوسبيت) أن تقدم الحكاية الشعبية بأسلوب مغاير إنما نراها وقد انتهجت ما عهد عن الحكاء المفوّه حينما يسرد مفارقات حديثه الشيق عن حياة إضمامة من الشخوص يشكلون عصب الحكاية التي صاغتها الكاتبة، واستنبطتها من رحم القصة الكبيرة للمجتمع الذي يبحث دائماً عن طرائف القول، مُلَحُ المواقف وتجاذبات البوح الوجداني الذي حاولت الكاتبة من خلاله تقديم هذه الصور الاجتماعية المعبّرة.

في القصتين التي اشتملت عليهما المجموعة رؤية استلهامية لمفارقة الزمان والمكان حيث عنيت كثيراً في تدوينهما إلا أن هذا الاستلهام نراه وقد صنع لنا عالماً سردياً فضفاضاً لكي يساير ما ذهبت إليه الكاتبة حينما أرادت أن تصف (خبايا الزمن) من خلال حكايتي (رباب) و(الرحيل) في رحلة لا تخلو من اهتمام واضح في أدق التفاصيل التي تحتاجها حكاية الشخوص.

***

لإبداء الرأي حول هذه المطالعة، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5217»ثم أرسلها إلى الكود 82244

hrbda2000@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة