يشكل الزمن أهمية قصوى في السرد بجميع أنواعه، ولكن تزداد أهميته في الرواية الحديثة والسيرة الذاتية على وجه الخصوص، لكنهما يختلفان في خط سير الزمن، هل هو رأسي أو أفقي؟، فالخط الرأسي يلزمه عقدة روائية تمثل قمة الهرم، وهو عبارة عن خط يبدأ من خط القاعدة متجهاً إلى الأعلى، يشكل أحد أضلاع مثلث تتكون منه الرواية، ينتهي رأسه بالعقدة(plot) ينزل منه خط يلتقي بالخط الثالث الذي تقوم عليه القاعدة من طرفه المقابل لبداية الخط الأول، يمثل النهاية أو الحل التقريبي، فالرواية الحديثة تنتهي لتبدأ رواية جديدة (8)، وربما تبدأ من جملة أو كلمة تركها المؤلف في النص السابق؛ ويوجد في داخل المثلث مجموعة الشخوص الرئيسة والفرعية والأحداث، وتبقى زاويته اليسرى مفتوحة لتمكن السرد من الاستمرار، لو أراد الروائي أن يواصل العمل في أكثر من جزء، وهذا ما يعرف في الرواية الحديثة بالثلاثيات فأكثر؛ بينما نجد السيرة تسير في خط أفقي يتقاطع مع أضلاع المثلث ويمر في وسطه، وتتماس مع الرواية في المكان في بعض الأحيان لو استدعى الأمر ذلك، والمكان مستمر في الرواية وفي السيرة لا ينقطع، أما الفرق بين الزمان والمكان في الرواية وفي السيرة، فالزمن في الرواية مفتوح ليس له حدود بينما، يحد بحدود في السيرة، وهو زمن تقريبي في الرواية، ومعلوم في السيرة. وقد يوثق بتواريخ معينة في بعض الأحيان، مما يجعل المعلومة في السيرة يعتمد عليها، ولا يعتمد عليها في الرواية، فالحدث والشخوص في الرواية دليل على الزمان والمكان، وليسا شاهدين عليه.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5703»ثم أرسلها إلى الكود 82244