في ظل التطور التقني في كافة مجالات الحياة، كان لا بد للفنون التشكيلية أن تواكب هذا التطور بداية من تغيير الاسم إلى فنون بصرية إثر تغير شكل المنتج الفني وأسلوب التعبير عنه؛ حيث أصبح الضوء بديلاً أحياناً عن اللون، واتخذ الإطار العام للعمل أشكالاً متعددة؛ مما أفرز لنا تسميات جديدة كالفن المفاهيمي الذي اعتمد على الفكرة مهما كانت الخامة أو الأداة.

والفنون الرقمية التي ارتبطت بشكل مباشر بجهاز الحاسب الآلي - الجهاز الحيوي الذي أصبح ضرورة في كل بيت اليوم - هذه الفنون شدت العديد من الشباب من الجنسين من خلفيات مختلفة، مع العلم بأن الفنون الرقمية متعددة المجالات بذاتها؛ فمنها ما هو مرتبط بالتصوير ومعالجة الصور ببرامج الحاسب، ومنها ما هو مرتبط بفرشاة تقنية على ما يشبه اللوح المرتبط بالحاسب الآلي ويتم من خلاله التعبير بالألوان المستقاة من دائرة لونية (ضوئية) على سطح الشاشة.

وتكمن أهمية هذا الفن في سرعة الوصول إلى النتائج المطلوبة والمتعددة والمتكررة، وذلك على يد المتمرس في هذا المجال، إضافة إلى استخدامه في مجالات مرتبطة بالفنون البصرية والسينمائية الأخرى كالرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية.. إلخ، وهو ضيف جديد على ثقافتنا، ولا يجيده في الغالب سوى صغار السن المولعين بالتقنية، ولكن أعتقد أن تبني هذا الفن من جانب الجهات المختلفة المتخصصة في الفنون مهم لعدة أسباب، منها بالطبع مواكبة المستجدات في الفنون البصرية وعرض مجالات متنوعة، سواء في المعارض المحلية أو من خلال الورش أو الدورات المتخصصة.. إلخ، أيضاً استثماره تجارياً حيث يعد هذا المجال حيزاً خصباً للمستثمرين في الألعاب الإلكترونية والرسوم المتحركة وتصميم المواقع الإلكترونية.. إلخ؛ فمتى ما كان لدينا المتخصص في هذا المجال يمكننا إنتاج حاجتنا فنياً دون الاعتماد على الاستيراد من ثقافات أخرى مختلفة في الفكر واللغة.

وعليه كان هدفنا في اللجنة النسائية في جمعية الثقافة والفنون بالرياض تتبع الحاجات الفنية ومواكبة المستجدات في تقديم الأنشطة المختلفة من قبل اللجنة، وكانت دورة الرسم الرقمي التي أقامتها اللجنة باكورة الدورات محلياً وربما عربياً في هذا المجال.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244