سلطان النوة
بزغت في الآونة الأخيرة مجموعة مميزة من الورش المسرحية بالوطن العربي فالملاحظ عند إقامة أي مهرجان مسرحي تبرز مسألة إقامة (ورشة مسرحية) من أهم أجندة المهرجان.. وفي المملكة لدينا أصبحت مثار جدل ونقاش واتهام بعضها بمحاولة محاكاة ونسخ التجارب الغربية في حين أن البعض يرى بأن المسرح ما هو إلا محاكاة لواقع المجتمع وهمومه ومشاكله.. هنا تتشكل عدة أسئلة:
* لماذا لا يتم اعتماد تلك الورش بجميع فروع جمعية الثقافة والفنون العاملة بالمسرح؟
* هل نجاح الورشة يعتمد على المشاركين في تدريباتها أم في القائم عليها؟
* هل نجاح الورشة يعتمد على الاستمرارية فيها أم هي مجرد تجربة لفترة محدودة قد تمتد إلى أسبوع أو شهر فقط؟
من خلال هذه التساؤلات طرحنا الموضوع برمته بين أيدي من شارك ومن أعد مثل هذه الورش، فكانت الردود على النحو التالي:
أحمد السهيمي ممثل ومخرج مسرحي:
من واقع التجربة.. أؤكد أن الورش لمسرحية من أسرع الطرق التدريبية نجاحا وأكثرها فعالية ومن خلال الورشة تستطيع أن تعد الممثل إعداد جيد وان ترفع من مستواه، وقد تصل في أحيانا كثيرة إلى أن تصل الورشة إلى مستوى عالي من الكفاءة، ونتطلع للمشاركة في الورش التي ستكون في المهرجان السعودي الرابع.
محمد العمري صحافي ومسرحي:
تعلمت الكثير على يد الخبير محمد العثيم في ورشة تدريب الرياض وساهمت بشكل كبير في صقل الإمكانات التي امتلكها كممثل، وعندما يتواجد في الروشة أكثر من مصدر معرفي فإن الفائدة سيرتفع منسوبها وتؤدى إلى رفع نسبة الأداء للمثل عند الوقوف على خشبة المسرح.
جميل عبدالغني ممثل:
إنه لمن الجميل جدا أن تكون لدينا ورش مسرحيه في المهرجان السعودي الرابع القادم حيث استعانت بأشخاص لهم تجربه جبارة ويمكن أن نرى ذلك من خلال برامج مقننه تعكس مدى الاهتمام بالممثل من ناحية الإعداد والقدرة على الوقوف على خشبة المسرح وأن مشاركة الورشة ممثله بالمخرج المتفوق على نفسه الأستاذ أحمد الأحمري لها جانب مثمر ولابد من استغلاله لإخراج ما في جعبته، وأن ورشة العمل المسرحي بالطائف لها باع طويل جدا في إقامة الورش داخليا وخارجيا وبمشاركة قدرات لها باع طويل بالورش من سوريا وتونس والمغرب وكان الأخوة لهم مقدرتهم بمقارعة هؤلاء العمالقة. إن هذه القدرة لم تكن سهله المنال بل أتت من جهد كبير وجلبت الكتب والمحاضرات والمشاركة خلال المشاركات العربية والتقاء بأكاديميين متخصصين وحاملين شهادات عُليا معترف بهم مثل الدكتور قاسم البياتي والدكتور عبدالرحمن العرنوس. ولم تبخل الورشة بنشر ثقافتها داخليا ولو على حسابها الخاص ومازالت تحاول نشر هذه الثقافة في المشاركات الداخلية حاليا وأقول هنا مرة أخرى أنه لا يوجد أي مانع بطلب الزملاء الأفاضل في الورشة لتقديم أي مشاركة وإقامة أي ورشه في أي منطقه في بلدنا الحبيب.
إبراهيم عسيري
المدير الفني لمهرجان مسرح أبها السابق
الورش المسرحية هي شي مهم في الحركة المسرحية حيث يتم الاستفادة فيها من جميع عناصر المسرح كمثال لو كانت هناك ورشة مسرحية عن النص وطريقة كتابته وطرق تحويل النص الأدبي إلى نص مسرحي أو تحويل القصة إلى نص مسرحي وكذلك. وأيضا مثلا لو تمت هناك ورشة مسرحية عن الإخراج وطرق التعامل مع حركات الممثلين والإضاءة وطريقة الإلقاء الصحيح وعناصر الإخراج الكثيرة التي تسهم في إخراج العمل المسرحي بصورة جميلة. وأنا تشرفت وحضرت عدة ورش مسرحية في الداخل والخارج ومنها ورشة مسرحية أقامها الفنان الكبير نور الشريف والأستاذ يوسف الحمدان كانت عن تجاربهما في مسرح المونودراما وكذلك ورشة للفنان محمد صبحي وكانت عن تجربته المسرحية بصفة عامة وأيضا حضرت أكثر من ورشة مسرحية في بريطانيا عن المسرح وطرق تقديم مسرحيات ناضجة وتشد المشاهدين وأيضا حضرت في تونس ورشة مسرحية للأستاذ فهد الحارثي وهي عبارة عن مسرحة القصة وهي عن تحويل النص القصصي إلى نص مسرحية واستفدت كثيرا منها.
عبدالله التركي ممثل مسرحي:
من الممكن تطبيق هذه النظرية في جميع فروع الجمعية بالمملكة ولكن يجب أن تكون المبادرة من الأم لأن الورشة المسرحية باعتقادي يجب أن تمتد طوال العام حتى نستطيع أن نستفيد من محتوى الورشة كما يجب أن يكون من يدير هذه الورش متخصص من الدرجة الأولى.
أنا باعتقادي ورشة الطائف أو بالمعنى الصحيح أعضاء الورشة أصبحوا متمكنين من ذالك لأسباب كثيرة أستطيع أن أختزلها في كلمه واحدة (الحب الذي يتخالج بينهم), نحن نتمنى أن يحصل ذالك لكي تتم الفائدة لمصلحة مسرحنا حتى نستطيع أن نتفهم ما نريده.
مشعل الرشيد كاتب مسرحي
ليس لدي مفهوم كامل أو اطلاع واضح وعميق لمعنى وطبيعة العمل الورشي المسرحي، لكن من خلال بعض المشاهدات المسرحية التي تندرج تحت مسمى الورشة المسرحية، ظهر لي بأن المسرحية الورشية هي نتاج عمل جماعي تأليفا وإخراجا وتمثيلاً، وكافة العناصر المسرحية الأخرى، أي أن النص يتناوله كتابةً فريق العمل بعد الاتفاق على فكرته وأحداثه وشخصياته، ثم يتقاسم الفريق الأدوار ويضعون جميعاً الخطة الإخراجية، والذين لا ينالهم نصيب من الأدوار بالنص يتولون وضع وتنفيذ بقية العناصر (ديكور، موسيقى، ملابس، ماكياج)، من هنا يتضح أن شخصية الكاتب أو المخرج والممثل تذوب داخل العمل ولا تبرز مستقلة، كما الحاصل والمألوف في العرض المسرحي التقليدي، يكون للنص مؤلف خاص كذلك المخرج والممثل وغيره، وقد برز من المسرحيين العرب في هذا النهج، الذين أسسوا وأوجدوا مفهوم الورشة المسرحية بالمسرح العربي، وقدموا أعمالاً تندرج في هذا الإطار الفني المسرحي هم:
- عبدالكريم بورشيد من المغرب وعوني كرومي من العراق وعبدالرحمن عرنوس من مصر والمنصف السويسي من تونس.
الكاتب المسرحي محمد السحيمي:
الورشة تجربة جميلة ومرحلة ضرورية في غياب المعاهد المتخصصة، فهي تكرس العمل الجماعي وتطرح روح الوحدة بين أفراد الورشة من خلال تقسيم الأفكار والمجهود إلى أكثر من شخص، فتواجد ورشة المسرح في أي فرع من فروع الجمعية مطلب ضروري جدا، ولا يكتفي فقط بتواجدها بل يجب أن تدعم ماديا بحكم أنها أصبحت البديل الواقعي والحالي للمعاهد الأكاديمية، ولدينا مثال ورشة الطائف التي قدمت العديد من المبدعين، ولكن ينقصها ان تسلم الراية لشباب جُدد، أي أنها يجب ألا تتوقف على الثلاثي الجميل المعروف في الورشة، فمن خلال ذلك يتم التجديد في الورشة والتطوير في الأفكار،
سامي الزهراني
عضو جمعية المسرحيين السعوديين:
في عام (1413هـ - 1993م) كانت بداية ورشة العمل المسرحي- المعمل - المختبر المسرحي هي أسماء لمترادفات تعطي معناً واحداً فهي مكان تدريب الممثل والحرفي المسرحي ومكان إجراء التجارب والبحوث والاختبارات التي تتعلق باستحداث أو تطوير المعارف المسرحية المختلفة كالإخراج والتمثيل والإضاءة والديكور.... الخ. وانطلاقا من هذا المفهوم بدأ النقاش والحوار حول تأسيس ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف وذلك منذ عام 1407هـ حرصاً للوصول لصيغة مثلى لتنفيذ هذه الورشة كان علينا الانتظار حتى منتصف عام 1413هـ حيث تم توقيع محضر التأسيس بتاريخ 14 - 7 - 1413هـ الموافق 7 - 1 - 1993م
لذلك وبعد الاطلاع على تجارب المعمل المسرحي ومناهج تدريب جسد الممثل عند ستا نسلا فسكي وجروتو فسكي ومايرهولد وتجارب الورش والمختبرات المسرحية عند عبدالرحمن عرنوس وهناء عبدالفتاح. وانتصار عبدالفتاح وحسن الجريتلي وغيرهم قررنا أن نعلن ولادة أول ورشة عمل مسرحي في المملكة العربية السعودية وفق أهداف محددة للوصول إلى وضع له خصوصية محددة.