في الأسبوع قبل الماضي كان مثقفو منطقة الباحة على موعد مع مناسبة جد سعيدة ومفرحة، حيث كان معالي الأستاذ إياد بن أمين مدني وزير الثقافة والإعلام بينهم، وبرفقته الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، والأستاذ عبدالرحمن الحميد مدير عام الأندية الأدبية في زيارة تفقدية للمرافق الثقافية والفنية في المنطقة، وقد كانت زيارة موفقة بالنظر إلى ما أسفرت عنه من اطلاع على أوضاع النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون، وما أبداه معاليه من تفهم للمشكلات التي لا يكاد يخلو منها أي مرفق لا سيما تلك التي تعمل بجد لتحقيق طموحات منسوبيها، حيث التقى النخبة من حاملي الهم الثقافي والفني بشتى صورهما وتحدث إليهم حديث المسؤول والخبير بالمسيرة الثقافية والفنية، واستمع باهتمام يستثير الإعجاب إلى آراء المعنيين بالأدب والفن ومطالبهم، واعداً إياهم بتحقيق ما يمكن منها في هذا العام، وكان برنامج الزيارة يقتضي الاجتماع بأعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي على مدى ساعتين بحث فيها سير الأداء واطلع على ما تحقق العام الماضي وتعرف على متطلبات الأعضاء حيال تطوير أداء النادي لرسالته الفكرية والثقافية في المجتمع وفي طليعة ذلك إيجاد مبنى متكامل المرافق من صالات محاضرات، ومكتبة وقاعة اجتماعات ومكاتب تفي بالغرض وتحدث في أريحية الكبار إلى كل عضو على حدة للتعرف على ما يراه صالحاً لتطوير المسيرة الثقافية، ورأى من خلال جولة في المبنى ما يؤكد وجاهة مطالب أعضاء مجلس الإدارة، وقد كان اجتماعه مع طبقة المثقفين فرصة ثمينة ومواتية عبر فيها عن سعادته بالالتقاء بهم والجلوس معهم، والتحدث إليهم، والاستماع لما يريدون على مدى ثلاث ساعات، مضيفاً على جميع اللقاءات التي عقدها صوراً من البهجة المستمدة من خفة روحه ومصححاً في ذات الوقت بثاقب بصيرته بعض المفاهيم التي لم تكن منسجمة مع آفاق الثقافة والأدب بأسلوب مؤدب يرتكز في الأساس على عمق معرفي وثقافي قل نظيره، ولا أجانب الحقيقة عندما أقول إن ذلك كان محل إعجاب وتقدير جميع فئات المثقفين لما تضمنه اللقاء من حميمية متجلية، وما أسفر عنه من نتائج تعكس بحق أهمية زيارات الوزراء والمسؤولين لمناطق الوطن بعيداً عن (البروتوكولات) المعطلة التي كدنا نقع فيها من باب الإجلال لرجل يستحق التقدير لولا أنه رفض كل صور الاحتفاء، وزاد عليها أنه احتفى هو بالمثقفين عندما أولم لهم مأدبة رفيعة المستوى عقب التقائه بهم، وهي لفتة كريمة تدل على أريحية معاليه. وكم كان مثقفو الباحة يتمنون لو أن الدكتور عبدالعزيز السبيل ظل إلى جانب الأستاذ إياد طوال الزيارة، غير أن مهامه أبت إلا أن يواصل سفره بعد انتهاء اللقاء لكي يفي بوعد جديد في موقع آخر.. وكان الله في عون الرجلين معاً للاستزادة من الركض الجميل على طريق الحرف والكلمة في وطن أمر مواطنوه بالقراءة، طلباً للعلم والمعرفة وقد كان لكاتب هذه السطور شرف مرافقة معالي الوزير طيلة وجوده في الباحة، وكانت فرصة ثمينة لي وللشيخ أحمد العويفي رجل الأعمال الأريحي والداعم لنشاطات النادي الأدبي بالباحة اهتبلناها بحرص من أجل دعم الشأن الثقافي والأدبي من خلال النقاط التي كان يثيرها معالي الوزير، وإذ أشكر باسم مثقفي المنطقة لمعاليه هذه اللفتة الكريمة أسأل الله له ولمعاونيه مزيد التوفيق..
