إنه لمصاب جلل، ومصاب كبير، وفقد عظيم على القلوب انتقل إلى جوار ربه الفقيد الغالي عبد الله بن علي المهيدب، وصلي عليه في جامع المهيني بشمال الرياض، عصر يوم الأحد وقد أم المصلين فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن فهد الفريح - حفظه الله - وووري جثمانه في مقبرة شمال الرياض؟
لقد كان الفقيد الغالي علماً من أعلام منطقة سدير ووجيهاً من وجهائها سباقاً لكل خير داعماً سخياً للعمل الخيري تشهد له بذلك الجمعيات الخيرية والدعوية وقد كان رحمه الله مشهوداً له بالخير والطاعة .
إنه جامعة في الأخلاق والكرم، ماجدا في أعالي القيم، فبلغ بذلك القمم، خلّف أولاداً تربوا على يديه أحسن تربية ربَّاهم على القيم الفاضلة والأخلاق الكريمة الحسنة والبذل والعطاء لهذا الوطن المعطاء.. نسأل الله أن يجعله في أعالي الجنان، وجزاه عن كل ما قدم من أعمال كالجبال.
أعزي نفسي وأولاده وذويه ومحبيه، وأقول: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا علي لمحزونون و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
ونتمثل في مصابنا هذا هذ البيت:
قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مآثرهُم
وعاشَ قومٌ وهمْ في الناسِ أمواتُ
وقول الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياةَ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها
فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
فما أعظم الفقد، أن تفقد رجلاً، صاحب بذل وعطاء، وصاحب كرم وجود وإحسان، فالحمد لله على قضاء الله وقدره ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحديث عن فقيدنا يطول ولا نوفيه حقه، وسيرته العطرة لا تسعها هذه الأسطر، فهذا غيض من فيض كتبتها على عجالة.
أسأل الله أن يكتب لذريته السعادة وحسن العاقبة وأن يجعله في عليين ومن الشهداء المقربين مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا وأن يجمعنا معه في الفردوس الأعلى وأن يصلح الحال في الآخرة والأولى...
اللهم آمين.
** **
- خالد بن ناصر بن حميد