إلى جنَّة الفردوسِ والعفو والرّضى
وفي رحمة الرَّحمن أَصْبَحتَ ثاوياً
إن الإنسان الموفق في هذه الحياة الدنيا من يعينه الله على فعل الخير وبذل الأسباب في ذلك، ومحبة الناس له والذكر الحسن ومن أولئك الرجال المشهود لهم في ذلك الأستاذ/ أحمد بن ناصر الناصر -رحمه الله- الذي توفي يوم السبت 23-4-1446هـ بعد معاناة مع المرض، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم الأحد 24-4-1446هـ بجامع الشيخ عبدالله البراهيم بمحافظة حريملاء، ثم وُورِيَ جثمانه الطاهر بمقبرة «مشرّفة» في أجواء حزن على فراقه.
ولقد كانت ولادته في مدينة المجمعة عام 1382هـ إبان عمل والده -رحمه الله- هناك، ونشأ وترعرع بين أحضان والديه ومع إخوته، وحين بلوغه السن السابعة ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية بحريملاء وذلك في عام 1389هـ، وتخرج منها عام 1395هـ، وبعد ذلك التحق بالمعهد العلمي بحريملاء إلى أن نال الشهادة الثانوية منه عام 1401هـ، وبعد ذلك انتقل إلى الرياض ملتحقاً بكلية الشريعة -قسم الاقتصاد الإسلامي- إلى أن نال شهادة البكالوريوس منها وذلك في عام 1405هـ، وبعد تخرجه التحق بالعمل الحكومي مباشرة في وزارة التخطيط بالرياض وذلك في نهاية عام 1405هـ، على وظيفة باحث اقتصادي بقسم النقل وتدرج في المراتب إلى أن تقاعد على المرتبة الثالثة عشرة وذلك في عام 1439هـ بعد خدمة دامت لأربعة وثلاثين عاماً حافلة بالجد والنشاط، وكان طيلة عمله مثالاً في الحرص على العمل وكان محبوباً لدى زملائه.
اتصف الفقيد بسعة الاطلاع في كل جوانب الحياة حيث كان في مطلع شبابه من رواد المكتبة العامة بحريملاء ينهل من معين الكتب بشتى مجالاتها؛ مما كون له رصيداً من المعرفة والثقافة والأدب ومعرفة أحوال الشعوب وثقافاتها، وبرع في حفظ الكثير من الأشعار والقصائد وتميز في المساجلات الشعرية، وله مشاركات في النوادي الصيفية والمهرجانات الثقافية، وقد مثّل نادي الشعيب بحريملاء في كثير من المسابقات الثقافية على مستوى منطقة الرياض وحصل على جوائز عدة.
كان -رحمه الله- باراً بوالديه واصلاً لرحمه محباً للخير وله جهود كبيرة في ذلك سواءً في المشاركة أو المساعدة في بناء وترميم المساجد وتفطير الصائمين ومساعدة الأرامل والمساكين، وكذلك الحرص على مساعدة الشباب في الزواج:
خُذ مِن تُراثِكَ ما اِستَطَعتَ فَإِنِّما
شُرَكاؤُكَ الأَيّامُ وَالوُرّاثُ
وقد عانَى -رحمه الله- من مضاعفات مرض السكر وبعض الأمراض التي جعلته ملازماً السرير في السنوات الأخيرة وظل صابراً محتسباً، ومع ذلك لم يعقه من فعل الخير والإحسان، فقد كان جمعية خيرية على سرير مقعد يتفقد عبر «الجوال» أحوال المساكين والأيتام والأرامل ويساعدهم ويطرق شتى أبواب الخير -رحمه الله-.
قَضَيتَ حَياةً مِلؤُها البِرُّ وَالتُقى
فَأَنتَ بِأَجرِ المُتَّقينَ جَديرُ
رحم الله الفقيد الأستاذ/ أحمد وألهم عمه الشيخ حمد وإخوانه وأخواته وأسرة آل ناصر ومحبيه الصبر والسلوان.. و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
هنيئاً لهُ قد طابَ حياً وميتاً
فما كانَ محتاجاً لتطييبِ أكفانِ
** **
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء