بدر الروقي
تلقيتُ خبرَ وفاة شيخنا الفاضل رجل المواقف النبيلة، والأعمال الجليلة الدكتور صالح بن حمود التويجري
- القاضي بمحكمة رياض الخبراء - التابعة لمنطقة القصيم بألم بالغ، وحزن وقع مني موقعه، ولا أملكُ من القول إلاَّ: (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
صدمةُ الخبر وقعها كان أليما ومريرا على كلِّ من عرف الشيخ صالح عن قرب، ولمس دماثة خلقه، ولطافة مشاعره، وحسن معاشرته، ولين معاملته، ولباقة حديثه، وصدق نصيحته. عرف ذلك وعاشه أهالي مركز أم الدوم التابع لمحافظة المويه والتي تتبع إدارياً لمنطقة مكة المكرمة إبّان عمل الشيخ في محكمة أم الدوم قاضياً قبل عشر سنوات.
كان -رحمه الله- بالإضافة لعمله القضائي في محكمة أم الدوم تواقَّا للعمل الخيري، والإصلاح الاجتماعي، والبناء المجتمعي الذي يرتقي بالشباب، ويلبي رغبات وحاجات كبار السن داخل الجمعيات الخيريَّة والمؤسسات الاجتماعية رئيساً لمجالس إداراتها، ومتطوِّعاً ومساهماً في مبادراتها سواءً جمعيات البر والتي ترعى شريحة كبيرة من المحتاجين من أرامل وأيتام أو جمعيات التحفيظ والتي تخرج الكثير من حفظة كتاب الله الكريم ؛ مما ترك أثراً جليّا، وعملاً طيبا، وأوقافًا تعانق سحائب الإحسان، وتبني الإنسان.
رحلَ الشيخ صالح لربٍّ هو أكرم الأكرمين، ولآخرةٍ هي خيرٌ من الأولى، تاركاً قلوباً تنبض له بالدعوات الصادقة والحب الباقي والأمل في اللقاء في دار البقاء مع أهل التُّقى. غفر الله لأبي سفيان وأسكنه فسيح جِنانه، وأحسن عزاءنا وعزاء ذويه، وألهمنا جميعا الصبر والسلوان والحمد لله رب العالمين.