عبدالله سعد الغانم
قصيدةٌ في رثاءِ وتأبينِ النسيب الغالي خال أولادي عبد الرحمن بن شايع الشايع الذي توفي يوم الأحد 1-5-1446هـ مبطونًا بعد مرض لم يمهله طويلاً نحتسبه عند الله شهيدًا -رحمه اللهُ رحمةً واسعة-:
نزل القضاءُ فرافقتهُ مدامعُ
خبرٌ حزينٌ للأحبةِ فاجعُ
هو أمرُ ربي قد رضينا حكمهُ
ما قدَّر المولى علينا واقعُ
هذا مصابٌ مؤلمٌ لقلوبنا
ودواؤهُ الصبرُ الجميلُ الواسعُ
قد مسَّ غالينا الفقيدَ مضرَّةٌ
في بطنه كم أتعبتهُ مواجعُ
لكنَّهُ الصبَّارُ يكتمُ ضُرَّهُ
هو موقنٌ هو مؤمنٌ هو طائعُ
يهبُ الدروسَ مواسيًا مَنْ زارهُ
وهو الشكورُ وفي التفاؤلِ رائعُ
رحل الحبيبُ أخو المكارمِ والوفا
أهلُ الوصالِ وللأحبةِ جامعُ
يلقاهمُ بالبِشْرِ يشكرُ سعيهم
مُتلطِفٌ هو نجمُ جودٍ ساطعُ
يهديهمُ أحلى الكلامِ مُرحِّبًا
طربت له قبلِ القلوبِ مسامعُ
في برِّهِ بالوالدين مُسابقٌ
فأحبَّه بعد الأميمةِ شايعُ
كان القريبَ إليهما وِثقا به
هو مخلِصٌ هو مُشفقٌ هو نافعُ
فرأى حصادَ البِرِّ في أولادهِ
فَرِحٌ بهم نِعْمَ الوفيُّ الزارعُ
ولقد عرفتُ فقيدنا مُتعفِّفًا
وهو الحييُّ وبالمعيشةِ قانعُ
كان المسالِمَ في الحياةِ يعيشها
في أُلفةٍ للصلحِ كان يُسارعُ
وعلى الصلاةِ مُحافظٌ ويُقيمها
بمحبةٍ وهو المصلي الخاشعُ
وهو البليغُ وفي المجالِسِ مُؤنسٌ
يُهدي التجاربَ وهي منه روائعُ
هو واصلُ الأرحامِ كاسبُ ودِّهم
لم تثنِهِ عن ذا الوصالِ موانعُ
يرجو الثوابَ من الإلهِ بوصلهِ
هو في الجِنانِ العالياتِ الطامعُ
لن يُحصيَ الحرفُ الحزينُ مناقبًا
لفقيدنا فالعجزُ فيهِ يُمانعُ
وَفَدَ الأكارمُ للوداعِ محبةً
قد غصَّ فيهم في التويمِ الجامعُ
ارحمهُ ربي واعفُ عنهُ وعافِهِ
أسكنْهُ في الفردوسِ أنت الرافعُ
واجبرْ مصابَ الفاقدينا حبيبنا
ألهمْ بصبرٍ كي يخِفَّ الفاجعُ
واخلُفْهُمُ خيرًا وأجزلْ أجرهم
أنت المجيبُ وللدعاءِ السامعُ
** **
تمير - سدير