سهم بن ضاوي الدعجاني
دخلت قبل أيام حرب 7 أكتوبر في «غزة» يومها الستين، وأدت هذه الحرب الهمجية، تحت أنظار العالم ومنظماته الإنسانية،إلى مقتل أكثر من 15.800 فلسطيني، وإصابة أكثر 42 ألفا وفوق ذلك كله تكشف صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الهائل في أنحاء قطاع غزة، وتُظهر أن ما يقرب من 98 ألف مبنى تعرض لأضرار، بل هناك صور التقطتها طائرات بدون طيار ومقاطع فيديو صادمة تظهر مباني وأحياء دُمرت بالكامل وتحولت إلى أنقاض بعد الغارات الجوية الإسرائيلية الظالمة، والتوغل البري الهمجي وسط استمرار هذه الحرب الظالمة واستمرار مشاهد الرعب في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، ومع اقتراب هذا العدوان الإسرائيلي من شهره الثالث، انتشرت مشاهد صادمة لجنود إسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيها أولئك الجنود الأوغاد يلهون بكل عبثية ويمرحون بكل بجاحة أمام ساحة أحد الأبنية وهم يركبون دراجات هوائية وجدوها مرمية أمام أحد المنازل المهدمة والتي تحولت إلى ركام، وراحوا يضحكون ويمرحون بشكل مستفز مما أثار موجة من الغضب لدى العديد ممن نشروا الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي لا سيما x، إذ اعتبر أحد المعلقين أن الجندي يركب دراجة أحد الفتية الفلسطينيين الشهداء الذي ربما قتلته آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة أو في أحسن الأحوال فر من القصف بعد أن خسر عائلته».
وهذا يفتح ملف «الاستفزازات» لآلة الحرب الإسرائيلية منذ اندلاعها في غزة، والذي يرسم خارطة العقلية العدوانية للجنود الإسرائيليين من خلال العديد والعديد من المشاهد المستفزة، سواء عبر حسابات عائدة لمؤثرين إسرائيليين سخروا من معاناة أهل غزة أو شككوا بأعداد القتلى الذين سقطوا جراء جرائم إسرائيل، ويكتمل المشهد العبثي الصهيوني ببث «أغنية» عنصرية مقيتة قبل نحو أسبوعين تدعو إلى إبادة الجميع في القطاع الفلسطيني، من قبل هيئة الإذاعة الإسرائيلية على الهواء وتناقلتها - للأسف - بالتعليق والترحيب حسابات إسرائيلية رسمية في مواقع التواصل الاجتماعي أمام أنظار العالم.
السؤال الحلم
ماذا بعد هذه الحرب الهمجية التي دخلت يومها الستين؟ وفوق ذلك «الحالة الاستفزازية» التي يعيشها «قطاع غزة في كل زواياه وشوارعه والتي تكرس صور الحقد وتزيد مساحة الغضب الكامن في «عقول» أطفال غزة ويجعل منهم «قنابل موقوتة» في المستقبل، بل يشعل نار الكراهية ولهيب الحقد ويفتح المنطقة أمام سيناريو أكثر رعبا في غزة، في ظل توسع هذه الحرب الهمجية التي يقودها الجيش الإسرائيلي الهمجي الذي يقتل ويحرق ويمارس الإبادة الجماعية في أبشع صورها، وفوق ذلك يسخر بشكل مستفز ليس للأحياء فقط بل للأجنة التي في الأرحام، فقد أصبحت «إسرائيل» أكبر مستثمر في سوق الكراهية بالمنطقة.