سهم بن ضاوي الدعجاني
مارس العدو الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ورغم أن هذه الممارسات تعد في نظر القانون الدولي «جريمة حرب» جديدة تنضم إلى سلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة والتي يتم ارتكابها خارج نطاق القانون الدولي، وفي ظل غياب صوت الضمير العالمي، رغم هذا الطقس المأساوي كله، احتفلت الأمم المتحدة قبل أيام بيوم الطفل العالمي، وهذا حق مشروع لأطفال العالم، ولكن الاطفال في «غزة المنكوبة» مازالوا يعانون أشد المعاناة بسبب الاحتلال الاسرائيلي وهمجية الجيش الصهيوني، فقد قتل أكثر من 5800 طفل، وأصيب أكثر من 9000 طفل بإصابات مختلفة، وهناك أكثر من 1500 طفل مفقودين، لا يزالون تحت الأنقاض، وهي أرقام مرعبة ومخيفة جداً بكل المقاييس، طبعا هذه الأرقام في ازدياد مستمر كل ثانية في غزة المنكوبة
هنا تذكرت ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي قبل أيام عندما قال: «إن عدد القتلى من الأطفال في غزة، يفوق ما ورد في أي من تقارير الأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة خلال السنوات السبع الماضية، فقد: «شهدنا في أسابيع قليلة مقتل آلاف الأطفال كما أننا نشهد مقتل مدنيين بشكل لا مثيل له ولا سابق له في أي صراع منذ توليت منصب الأمين العام عام 2016».
الأطفال الباقون في ظل هذه الحرب الشرسة، ليسوا أحسن حظا من الاطفال القتلى لأنهم عرضة للإصابة بأمراض نفسية ناجمة عن التعرض لصدمة الحرب.
والسؤال المر: كيف يحيي العالم احتفالاته بـ»يوم الطفل العالمي» على وقع حرب غزة وأرقام القتلى والجرحى من الأطفال التي أفرزتها عمليات الاحتلال العسكري الإسرائيلي، في ازدياد.. كيف كيف؟؟، لكن بلغة العقل ونبرة السياسة المؤمنة بالحل الدبلوماسي عبر دوائر النظام العالمي، فبعد مؤتمر القمة العربي الإسلامي في الرياض بدأ الوزراء المكلّفون جولاتهم المكوكية العابرة للقارات من أجل أطفال غزة ومن أجل إيقاف هذه الحرب الظالمة والهمجية، ومن أجل فتح المعابر لإدخال المواد الطبية والغذائية والمحروقات، والبدء في توثيق جرائم الاحتلال الاسرائيلي للتقدم بها لمحكمة الجنايات الدولية.
السؤال الحلم
وقبل السؤال.. هذا مواطن غزّي يقول: «فليأتوا إلينا بكل ما لديهم من أسلحة، هذه أرضنا ولن نخرج منها». وبعد السؤال، هؤلاء أطفال غزة الأبرياء يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية فوق أرضهم، وفي البيوت التي ولدوا فيها، وبين أصدقائهم وجيرانهم، لكن يبدو أن أحلامهم لن تتحقق في هذا الواقع المرير تحت قبضة جيش الاحتلال الهمجي، لذا ستبقى الإنسانية عارية تماما في غزة من كل الأقنعة التي رسمها للأسف عجز وصمت «المنظمات العالمية» التي خرجت علينا بوجهها القبيح، ومعاييرها المزدوجة، وعنصريتها النتنة التي لا يمكن إخفاؤها.