الإنسان مهما عاش في هذه الحياة الدنيا فإن مصيره الانتقال إلى الدار الآخرة ولكن السعيد الموفق من يرحل بزادٍ من التقى والصلاح والذكر الحسن وذلك كحال الأخ الكريم عبد الله بن محمد الناصر رحمه الله الذي انتقل إلى رحمة الله مساء يوم الأحد 14-4-1445هـ بعد معاناة مع المرض.
كيف البقاءُ وباب الموت مُنفتحٌ
وليس يغلق حتى ينفد البشرُ
وتمت الصلاة عليه بعد صلاة عصر الاثنين 15-4-1445هـ في جامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض ثم حمل جثمانه الطاهر إلى مهوى رأسه - بمحافظة حريملاء - ودفن في مقبرة «صفيّة»، في أجواء حزن وأسى على فراقه، ولسان حال من بقي من إخوته يردد في خاطره هذين البيتين بكل حزن وأسى:
مُجَاوِرَ قَوْمٍ لاَ تزَاوُرَ بَيْنَهُمْ
وَمنْ زَارَهُمْ في دَارِهِمْ زَارَ هُمَّدَا
تتابعَ إخوتي وَمضوا لأمرٍ
عليهِ تتابعَ القومُ الخيارُ
وقد كانت ولادته في حريملاء عام 1360هـ، ونشأ وترعرع بين أحضان والديه ومع إخوته، وبعد بلوغه السابعة من عمره ألحقه والده بالكتّاب عند الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن خميّس ثم الشيخ محمد بن حرقان، وذلك لتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر من السور وتلاوة القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة النظامية بعد افتتاحها عام 1368هـ إلى أن تخرج من المرحلة الابتدائية بتفوق. بعد ذلك انتقل إلى الرياض مُلتحقاً بالمعهد العلمي، وبعد أن أكمل الدراسة فيه التحق بالعمل الحكومي كاتب ضبط في محكمة التمييز عند الشيخ عبدالله بن سعد - رحمهم الله - وذلك في عام 1380هـ، وفي عام 1382هـ انتقل إلى المحكمة الكبرى بالرياض، وفي عام 1394هـ انتقل إلى حريملاء للعمل في مكتب الضمان الاجتماعي فترة من الزمن، ثم انتقل إلى بلدية حريملاء، وبعدها تم نقله إلى إمارة حريملاء واستمر بالعمل فيها إلى أن تم افتتاح مكتب الأوقاف وشؤون المساجد بحريملاء عام 1404هـ، حيث عين مديراً للمكتب إلى أن تقاعد عام 1420هـ حميدة أيامه ولياليه.
وكان مثالاً في التفاني والصبر والحكمة ومساعدة الناس في كل الأعمال التي قام بها وخاصة في مكتب الأوقاف وشؤون المساجد، حيث كان يراجعه الكثير من الأئمة والمؤذنين والمستخدمين في حريملاء والمراكز التابعة لها ويقوم بخدمتهم وتسهيل أمورهم ومراعاتهم.
ولنا مع «أبي محمد» ذكريات جميلة ولقاءات وزيارات متبادلة، فهو طيب المعشر كريم الخلق ويحرص على صلة الرحم والعطف على الضعفة والمساكين.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم إخوته وأبناءه وبناته وعقيلته - أم عبدالملك - وكافة أسرة الناصر ومحبيه الصبر والسلوان.
وأَحسَنُ الحالاتِ حالُ امرِئٍ
تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ
يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده
إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ
** **
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء