أُسائِل نَفْسِيَ، واللَّيلُ جَنْ
وقد شَفّنِيْ مِنْ هَوَاكِ الوَهَنْ
لماذا يَحِنُّ فُؤَادي إليكِ
كـأنَّـكِ أُمٌّ لَـهُ أَوْ وَطَـنْ
لماذا يَحِنُّ فُؤَادي إليكِ
كَـأنَّـكِ رُوحٌ لَــهُ أَوْ بَدَنْ
أهذا لأنَّكِ سِرُّ الجَمَالِ
وسِحْرُ الدَّلالِ، وَعِطْرُ الزَّمَنْ
أهذا لأنَّكِ رَوْضُ الجِنَانِ
ونَبْضُ الحَنانِ، وفيَضُ الشَّجَنْ
أهذا لأنَّكِ هَمْسُ الحيَاةِ
وَحِسُّ الأناةِ، ومَيْسُ الفَنَنْ
أهذا لأنَّكِ رَمْزُ الوَفاءِ
وَغَرْزُ النَّقاءِ، وَحِرْزُ الَرَّدَنْ
أهذا لأنَّكِ وَشْيُ السُّرُورِ
وحَلْيُ الحُبُورِ، وَوَحْيُ الهَتَنْ
نَعَمْ كُلُّ ذلكَ أَنْتِ، وإنِّي
لأَكْتُمُ في السِّر ضِعْفَ العَلَنْ
جَذَبْتِ فُؤادِيَ مِنْ وَحْشَةٍ
بِرِفْقٍ لأُنْسِكِ حتّى سَكَنْ
ولاطَفْتِهِ بِكلامٍ فأرْخى
إليكِ العِنَانَ، وألقى الرّسَنْ
فَأَصْبَحَ في سِجْنِ حُبِّكِ حُرًّا
يُناغِي السعادَةَ مِثْلَ الأَغَنْ
وَقَدْ كانَ في مُلْكِهِ مُسْتَرَقا
يُعانِي الهُمُومَ، ويشكو الحَزَنْ
وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّهُ في هواها
سجينٌ، ويَعْشَقُ مَنْ قَدْ سَجَنْ
يراها إذا كانَ مُستْيَقْظًا
ويُبصِرُها عندَ طَرْقِ الوَسَنْ
وَتُوقِظهُ عند هَجْعِ الظَّلامِ
بمِسْكٍ، وشَهْدٍ، ولَحْنٍ، وَفَنْ
فَأَرْبِطُ قَلْبِي على ما بِه
لِـئَـلّا يَذُوبَ، وَقَـدْ كادَ أَنْ
ولَوْ لَـمَسَتْ كَفُّهُّا قَلْبَ مَيْتٍ
لـقَـامَ، وَمَـزَّق عَنْـهُ الكَفَنْ
فكيفَ بِقلْبٍ عَلِيلٍ بِـصَبٍّ
تَـعَـلَّـقَ في حُـبِّـها وارتـهنْ
ولا عُذْرَ عندي إذا أبْصَرَتْ
جـمَـالَكِ عَيْـنٌ ولَـمْ تُفْتَتَنْ
فَأنْتِ الجَمَالُ، وأَنْتِ الدَّلاَلُ
وأنْتِ الكَمَالُ ، وأَنْتِ السَّكَنْ
وأَنْتِ السَّماءُ، وأَنْتِ السَّناءُ
وَأَنْتِ النِّساءُ، وأَنْتِ الوَطَنْ
** **
- سامي بن محمد الفقيه الزهراني