بريدة - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد متخصص في العلوم الشرعية أهمية المحافظة على النعم الحاضرة، وشكر المولى عز وجل على نعمه الكثيرة، واستذكار ذلك بالتوكيد عليها مع الأبناء.
وقال الدكتور صالح بن عبدالعزيز التويجري أستاذ العقيدة بجامعة القصيم: في معظم مجالسنا نتحدث عن غلاء الأسعار، وعن كثرة مطالب الأسرة، وضغط الأطفال أشد على الإنسان من غيره، وربما تغري الزوجة صغارها بالإلحاح ويقع الأب في حرج، ولاشك أن هذا مؤشر خطر، مع ضرورة تجنب داء المقارنات مع الآخرين، وعدم تنفيرها بتمنيات غائبة، والإسراف والتبذير في الكماليات خصوصاً، قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال صلى الله عليه وسلم (كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالْبَسُوا، غَيْرَ مَخِيلَة، وَلَا سَرَف).
محذراً الأسر من الدخول في نفق التقسيط لأنه مغري، وإذا تعودت أسرتك على لغة الأقساط في كل صغيرة وكبيرة لن تعذرك إذا قلت ما عندي شيء، وإذا دخل التقسيط بيوتنا وتغلغل حتى في دقائق منزلية مفارش فوط أواني صغيرة. ماذا بقي ؟!؛ فالأقساط أغلال تحاصر ولي الأسرة فلا يخرج من قيد حتى يدخل في آخر، وربما سدد الأول بقرض لتتاح له فرصة قرض جديد.
وشدد د. صالح التويجري أهمية تعويد الأسرة على الصبر والقناعة والترميم لكل ما يمكن إصلاحه، لأن لغة (اعطوه الخيرية. تصدقوا به) حجة للتخلص، والبديل ربما يكون أقصر عمراً من قديم أصلي، وكذلك غيروا عادة تجديد الأثاث لأنها حادثة، وينبغي أن تتفهم الأسرة أن منهج التغيير ليس هو مصدر السعادة، بل ربما يكون سبب لعقوبة وحرمان، وربما ترون ممن حولكم من دفعوا ضريبة المباهاة والإسراف وفوضى الإنفاق فدخلوا في ديون، أو مشاكل أو جوائح أو نكبات غيرت وضعهم الاجتماعي، ذلك من عوائد إثارة كمائن الناس غيرة، أو حسداً، أوعين والمعافى بنعمة، ناصحاً الأسر بعدم التظاهر بما ليس عندكم والتشبع بما ليس لكم؛ فهذا تزوير للحقائق وإغراء يؤذي الأسر المتعففة أمام أولادهم؛ فالأطفال لا يفقهون ولا يرحمون، ومن كان ذا سعة فليدخر للضرورات القادمة (سكن، زواج أولاد، سيارات، تعليم) إلخ، ومن استطاع فليفض مما عنده على الأقربين فهم أولى بالمعروف.
وطالب د. التويجري برفع سقف الوعي فليست كل إعلانات التخفيضات واقعية، وليس كل تقسيط مريح، والعقود المغرية ربما تشتمل على ألغاز أو بنود غامضة أو متناقضة وهي غالباً في صالح البائع وليس المشتري، ونشر ثقافة التدوير والتبادل كما كان عليه أهلنا سابقاً، مع تأمل أحوال من حولكم من الدول التي تكدرت حياتهم بسبب الحروب والفتن ومثل ذلك حياة العمالة الوافدة، وكيف يمشون حياتهم ببساطة ليوفروا لأسرهم ما يقتاتون عليه.