الذبحة هي آلام حادة قد تكون خفيفة أو شديدة جداً ناتجة عن نقص تروية العضو المصاب بالدم الشرياني المؤكسد وقد تستمر هذه الآلام لفترة زمنية قصيرة وقد تتمدد إلى أطول من ذلك.
إن أغلب الناس لديهم معرفة بالذبحة الصدرية أي آلام الصدر الناتجة عن نقص تروية عضلة القلب نتيجة تضيق الشرايين التاجية للقلب والتي قد تتطور من آلام ذبحية عادة ماتختفي عند الاستراحة إلى آلام حادة تكون ناتجة عن احتشاء في عضلة القلب والتي تعتبر من الحالات الطبية الخطيرة والمستعجلة والتي تتطلب معالجة من قبل طبيب القلب بالسرعة الممكنة.
النوع الثاني من الذبحات وهو الأقل شيوعاً وهو مايسمى بالذبحة البطنية abdominal angina وهي تنتج عن نقص التروية للأمعاء الدقيقة بواسطة الشريان المعوي الأعلى وهذه الذبحة البطنية تظهر بشكل آلام في البطن بعد فترة زمنية قصيرة من تناول الوجبات وهي تكون ناتجة عن تضيق في الشريان المعوي الأعلى، وعادة ما تصيب متوسطي العمر وكبار السن وتشخيص مثل هذه الحالة يتم بالحصر أولاً أو استبعاد أسباب أخرى لمثل هذه الآلام البطنية ومن ثم يتم التشخيص بواسطة التصوير الملون للشرايين البطنية.
النوع الثالث من الذبحات هو الذبحة القدمية أو ذبحة الأطراف السفلية وهي تتميز بوجود آلام في واحد أو في كلا الطرفين السفليين والقدمين حيث تظهر الآلام عند المشي لمسافات تتراوح بين 100 و500 متر عندها يشعر المريض بآلام تعيق من المشي والحركة ويضطر إلى الوقوف أو الاستراحة لفترة زمنية ومن ثم يعاود المشي مرة أخرى وهذا مايسمى باللغة العربية العرج المتقطع أو بالإنجليزية intermittent claudication ويتم تشخيص مثل هذه الحالة بالإضافة إلى الأعراض السريرية وذلك للتصوير الشعاعي الملون للأوعية الدموية للأطراف السفلية. ومن هنا نلاحظ وجود ثلاثة أنواع من الذبحات وهي الذبحة الصدرية والذبحة البطنية وذبحة الأطراف السفلية وجميعها ناتجة عن نقص التروية الشريانية للأعضاء المذكورة.
إن هذه الذبحات وإن كانت مختلفة في تسميتها وأعراضها ومضاعفاتها فإنها جميعاً ذوات منشأ سببي واحد وهو نقص التروية أو تضيق الشرايين المغذية لتلك الأعضاء وهذه لها أسباب مشتركة وأولها تصلب الشرايين التاجية أو المعوية أو شريان الأطراف السفلية.
هذا التصلب عادةّ له علاقة في عوامل أخرى مثل التقدم بالعمر، السكري البولي غير المنتظر، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع شحوم الدم، التدخين، وزيادة الوزن, وعدم ممارسة الرياضة وعليه فإن الوقاية من هذه الذبحات تكمن في الإجراءات الوقائية لتنظيم السكر والضغط واللياقة البدنية والامتناع عن التدخين وتنظيم كمية ونوعية الأكل ومعالجة شحوم الدم. وحيث إن العلاج في مثل هذه الحالات قد يكون ليس بالسهل دائماً حيث إنه قد يتطلب علاجات مكثفة وتدخلات جراحية لذا فإنه وكما يقال دائماً الوقاية خير من العلاج.