نعيش هذه الأيام المباركة مناسبة جميلة ورائعة وغالية على كل مواطن سعودي تتمثَّل في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الـ 93 وهو يوم تزهو فيه النفوس وتشرئب إلى خالقها شكراً وعرفاناً أن منحنا وطناً بهذه الخيرية والقدسية، إذ يحتضن الحرمين الشريفين، أقدس بقعتين في العالم، هذه المنطقة التي يتهافت إليها المسلمون من جميع أصقاع العالم. يأتي هذا اليوم ونحن جميعاً أطفالاً وشباباً وشيباً نرفع - بفخر واعتزاز - أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ولسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله - والأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم وهم في دوام العزة والرفعة والاستقرار والرخاء.
نحن السعوديين بقيادة صاحب الرؤية الأمير الشاب الهمام الطموح الذي يفتخر به كل إنسان يعيش في هذا الوطن وما نلاحظه من تطور اقتصادي وحضاري وسياسي بمتابعة وجدية ومحاسبة كل مسؤول مما له الأثر الإيجابي في نشر العدل وإعطاء الحقوق ومحاربة الفساد وغيرها التي تصب في مصلحة المواطن وأيضاً على الصعيد الداخلي والدولي.
يأتي هذا اليوم المجيد نستذكر فيه التاريخ مستلهمين ومستذكرين الملحمة البطولية التي سطّر أمجادها صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله - الذي وحّد كيان هذا البلد ورفع راية التوحيد هذا الرمز التاريخي الذي جمع في صفاته روح الحرب وروح السلم؛ فهو يحارب الجهل ويقاتل الجمود ويكافح التأخر وكذلك يعد الملك عبدالعزيز أحد الأبطال القلائل الذين جاءت إنجازاته أكبر بكثير فيما يذكره التاريخ وكان ديدن أفعاله هو مبدأ العدل والمساواة وتطبيق الشريعة بالكتاب الكريم والسنة النبوية.
ثم توالت إنجازاته من بعده من خلال أبنائه الملوك سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله -رحمهم الله-. ثم ملك الحزم والعزم والجد والقوة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - الذي نهج منهج والده وإخوانه رحمة الله عليهم والملك سلمان - حفظه الله- أسهم وبحكمة في وصول المملكة العربية السعودية أعلى مراتب النهضة الحضارية والعلمية والاقتصادية والسياسية واضعاً المملكة في حيز كبير في الخارطة العالمية وثقل إقليمي ودولي وذلك من أجل تحقيق الأمن والسلام لشعبه والعالم العربي والإسلامي. وجهوده - حفطه الله- لا تقتصر على بلاده، بل امتدت العناية إلى الاهتمام بشؤون العالم الإسلامي، حيث أولاه جلّ اهتمامه سواء فيما يصيبها من حروب وكوارث طبيعية أو خدمتهم من خلال اهتمامه بالحرمين الشريفين الذي يتشرّف بخدمته وتقصده الأمة الاسلامية وضيوف الرحمن. ولعل من الجدير التوقف طويلاً في هذه الأيام التي نستعيد فيها هذا المجد التارخي لتوحيد هذا الكيان العظيم، نتوقف لنقف شاهدين على سلسلة الإنجازات التي تحققت على يد قادة هذه البلاد الذين يولون اهتمامهم لراحة وخدمة الوطن والمواطن وكذلك يجب علينا أن نذكِّر أجيالنا بتلك الجهود التي بذلت وتبذل وسوف تبذل في الماضي والحاضر والمستقبل. بقيادة صاحب الرؤية الأمير محمد بن سلمان الشاب الهمام الطموح الذي يفتخر به كل إنسان يعيش في هذا الوطن الغالي فسموه قفز بالمملكة قفزه عالمية ووضعها في مكانها المناسب لها بين دول العالم.
هنيئًا لنا بهذا الأمير الذي يعمل ليل نهار من أجل هذا البلد وشعبه تتمثل بنهضة وبنيه وتطور ملموس على الصعيد الداخلي والخارجي، حيث وضع هذا الأمير حكومة فاعلة تلتزم بالشفافية والخضوع للمساءلة، وتعمل على إدارة مواردها المالية بكفاءة وفعالية، مع سرعة في الإنجاز ومراقبة الأداء ومتابعة مستمرة من سموه، دمت لنا ذخرًا.
وفي الختام نسأل الله أن يديم نعمة الإسلام والاستقرار والأمن والأمان وأن يحفظ مليكنا الغالي وولي عهده الأمين والشعب السعودي الكريم. وكل عام والوطن في ظل القيادة الرشيدة بخير وأمان.
** **
- عبدالرحمن بن عبدالله الحيدر