دار بيني وبين الكاتب والمترجم والباحث في الأديان والفلسفة الأستاذ خالد الغنامي حديث عن أهمية القراءة والثقافة، وأن الجيل الجديد أصبح أكثر وعياً من سابقه تجاه القراءة والاطلاع، وأنه أصبح لدينا شباب وشابات على قدر عال من الثقافة، وأنا أتفق اتفاقاً لا يعتريه اعتراض أو شك مع الأستاذ الغنامي عن قراءته ونظرته عن الجيل الجديد ومدى محبته وشغفه للقراءة والمعرفة، ما أشاهده أنا وغيري من المهتمين بالثقافة ومن خلال حضوري في معارض الكتب الماضية وخاصة معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام كل عام في عاصمة الثقافة الرياض الحبيبة من إقبال كبير وشغف من الشباب من الجنسين على الكتب من خلال دور النشر المشاركة سواء المحلية أوالخليجية، وكذلك بعض دور النشر العربية والبحث عن أسماء أدباء ومفكرين من فلاسفة عرب ومن غيرهم من غير العرب من الفلاسفة الكبار، وكذلك كتب الشعر والتاريخ والأدب والسير والفلسفة أكبر دليل على من يراهن أن الجيل الجديد جيل مثقف لديه الشغف بالمعرفة متوشح بسلاح العلم والمعرفة والثقافة التي تتجاوز تخصصاتهم تجاه الثقافات الأخرى، وهذا أكبر دليل ورد على من يعتقد بأن هناك عزوفا عن القراءة مبررين أن مواقع التواصل والوسائط الرقمية أخذت الحيز الأكبر من حياة الشباب والشابات حتى أصبحت تلك المواقع تسيطر عليهم بشكل أكبر، أنا لا أنفي أن هناك أعدادا كبيرة تسير في هذا الاتجاه ولهم الخيار والحرية، ولكن لا يعمم هذا الشيء على الجميع لأن التعميم لغة الجهلاء، فهناك الكثير والكثير من شبابنا وشاباتنا لديهم شغف المعرفة والثقافة ومصادقة ومحبة الكتب واقتنائها، أشاهد أنا وغيري من رواد المكتبات سواء الكبير والمعروفة المنتشرة في مملكتنا الغالية ذات الفروع واسعة الانتشار أوبعض المكتبات الخاصة التي تتواجد ببعض المدن، ولديها كتب نادرة لا تتوفر في مكتبات أخرى من شباب يبحثون ويطلعون ويسألون عن كل ما هو جديد في عالم الكتب، وهذا بلاشك مبشر بخير لأن عقول القراء لا يمكن أدلجتها لصالح أي تيارات قد تنجرف خلفها لأن القارىء لا يقبل التبعية لأنه يفكر بحرقة، ولديه سقف عال وفضاء واسع وحصيلة ثقافية ورصيد معرفي لا يسمح لأحد بانتزاعها أو مصادتها، لفت انتباهي قبل شهر عندما كنت بصحبة أسرتي في إحدى الكفيهات المشهورة والمعروفة في محافظة جدة جهاز يحمل شعار «هيئة الأدب والنشر والترجمة» بإمكان رواد الكفي الاستمتاع بقراءة قصة قصيرةتم طباعتها ورقياً بواسطة الجهاز أو الباركود عن طريق الهاتف ليحصل على القصة عن طريق الهاتف، ويحدد من خلاله القصة والكاتب التي يختارها رواد الكفي من الجنسين، فقد شاهدت الكثير وهم يستمعون بالحصول على تلك القصص القصيرة والتي يستمتعون بقراءتها، أتمنى من هيئة الأدب والنشر والترجمة أن يتوفر هذا الجهاز بجميع الكافيهات والمطاعم والأسواق بشكل عام لأنه عامل مهم في زرع الثقافة ونشرها بين أوساط المجتمع فبدلاً من يقضي الإنسان ساعات الانتظار بشكل يدعو للملل يستفيد من وقته بقصها يقرأها ورقياً أو تحميلها بواسطة هاتفه، كما شاهدته في أحد مقاهي عروس البحر الأحمر وقبل الختام زف مؤخراً خبراً مبهجاً لرواد الثقافية ومحبيها من السعوديين مؤخراً عن إنشاء قناة ثقافية حيث وقع سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود ورئيس مجلس إدارة إم بي سي MBCGroup الوليد البراهيم، على اتفاقية لتشغيل وإدارة القناة الثقافية والتي تم تعيين الزميل الإعلامي الشاب مالك الروقي مديراً لها حيث أعاد الخبر والتوقيع والاتفاق روح الأمل للمهتمين بالحركة الثقافية بالسعودية بوجود هذه القناة التي ستكون نافذة لهم نحو الثقافة من أجل تقديم رسالتهم الثقافية ومؤلفاتهم والتسويق للثقافة والمعرفة عبر شاشة هذه القناة التي يراهن الجميع على نجاحها قبل انطلاقتها لعدة أسباب ومؤشرات لأنها تنتمي لقنوات لها باع طويل في فضاء الإعلام العربي ومتابعين على مستوى الوطن العربي وغيره وهي قنوات mbc والسبب الثاني إسناد إدارتها للشاب الإعلامي المميز مالك الروقي الذي أثبت قدرته على إدارة الحوار من كبار الساسة والمثقفين العرب أجزم بأنه اكتمل عقد النجاح ومقوماته لهذه القناة، وكلنا ننتظر انطلاقتها بكل حب وشغف كل التقدير والاحترام لأمير الثقافة ووزيرها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود على اهتمامه بالثقافة والمثقفين الذين يعولون على سموه الكثير من الأمل والطموح ومنها القناة الثقافية.