الحضارات المضيئة المزدهرة لا تُبنى باللهو والعبث، بل يتم بناؤها بسواعد طلاب وطالبات العلم الذين أخضعوا أوقاتهم وفعلوا الثمين والنفيس في الاستزادة من العلم بطلبه، وأوقدوا العقول بنوره، فساروا نحو المسار القويم والمنهج المستقيم، وستظهر نتائج ذلك حتماً بالتطور والتقدم والازدهار على الوطن والمواطنين، قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-: «إن المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية وأداتها الفعالة، وشباب وشابات هذه البلاد هم عماد الإنجاز وأمل المستقبل، والمرأة السعودية شريك ذو حقوق كاملة وفق شريعتنا السمحة، وسنواصل جهودنا بحول الله نحو تعزيز مشاركتهم في التنمية الوطنية المباركة».
والعلم هو أعظم أسلحة التقدم والرقي، به تتطور الأمم وتتقدم وتفوز بالصدارة، فقد أصبح العلم من أقوى الأسلحة، ومن تسلح به فسيرى النور وسينال الريادة، ومن مال عنه انغمر في ظلمات الجهل وأحاط به التخلف من كل جانب، قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -: «إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف»، وقال أيضاً: «إننا على ثقة بقدرات المواطن السعودي، ونعقد عليه، بعد الله، آمالاً كبيرةً في بناء وطنه، والشعور بالمسؤولية تجاهه، ونتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن».
دولة المملكة من الدول الطموحة التي تعطي التعليم الاهتمام الأول وتدعمه وتهتم به، وتمنحه جميع الإمكانيات مقابل عقد التجارب العلمية وزيادة العلم والمعرفة ومحاولة إيجاد الأنسب من الحلول للمشكلات والتحديات المستعصية، بما يحقق التطور والتقدم والازدهار في جميع المجالات.
قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله -:» لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده، بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دوماً إلى الأمام».. هكذا هم الملهمون من القادة الذين ينشرون الأمل في النفوس، ويزرعون فيها حب العلم بالإرادة والإنجاز.
ومن أقوال سموه: »الشباب هم الطاقة الحقيقية والقوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية، وأهم ميزة لدينا هي أن شبابنا واعٍ ومثقف ومبدع ولديه قيم عالية».
الصورة الحضارية لوطننا الحبيب مضيئة بأجيال المستقبل الطموح المرتكز على العلم والمعرفة، فهم محل تقدير واهتمام قيادتنا الرشيدة التي لا تدخر جهداً في سبيل مؤازرتهم واحتضانهم، وتحفيزهم، وتيسير أبواب العلم والإنجاز في طريقهم.
بالعلم تتقدم الأوطان وتتطور المجتمعات، ويرتقي الإنسان ويتصف بالسلوك الفاضل والخلق الراقي، والرغبة بالإنجاز والعمل، ليكون عضواً فاعلاً في مجتمعه وعنصراً مؤثراً تأثيراً إيجابياً في محيط وطنه.
وفي وقتنا الحاضر تحوّل الإنسان إلى أكثر درجات الرفاهية وذلك نتيجة لتوفر وسائل النقل المتنوعة والشبكات العنكبوتية والأجهزة التقنية، وغير ذلك من المنجزات الحضارية الكثيرة التي ساهمت كثيراً في تسهيل عملية طلب العلم والاستزادة منه، خصوصاً (عن بعد)، كما هو المشاهد في زمننا الحاضر بسبب جائحة كورونا كوفيد 19.
يسرني أن أوصي الآباء والأمهات بالقيام بحث أبنائهم وشحذ هممهم في الاستزادة من العلم وغرس حبه في قلوبهم، وتوفير عوامل التشجيع على استمرار التفوق وزيادة درجات التحصيل، وأن يوضحوا لهم ثمار العلم وفوائده التي تُجنى.
وأنصح الجميع، لا سيما الشباب والشابات، على أن يبذلوا طاقاتهم وأن يوجهوها نحو العلم والمعرفة والتدريب، وأن يستثمروا جميع أوقاتهم في التعلم وتطوير مواهبهم ومهاراتهم، وأن يكسبوا رهان رؤية المملكة 2030 فيهم لوظائف المستقبل، وأن يكونوا على أعلى درجات الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي المتين، وأن يحققوا غايات الوطن وأهدافه فيهم، وأن يكونوا دروعاً حصينة لوطنهم في مواجهة أي تيارات خارجية عدائية أو هجمات إعلامية شرسة تستهدف أمن هذا الوطن وقيادته الرشيدة ولحمته الوطنية.
اللهم إنا نسألك أن تعلمنا ما ينفعنا، وأن تنفعنا بما علمتنا، وأن تزيدنا علماً وتوفيقاً وتطوراً وازدهاراً.