العنصرية والتمييز العنصري للأشخاص يعد أمرًا مشينًا وغير مقبول في أي مكان في العالم ومع ذلك، الجميع صدم حين انتشرت حادثتان منذ أيام.
الأولى امرأة خليجية تتعرض لمضايقات وعنصرية في أحد مطاعم تركيا.
تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر مقطع فيديو يُظهر فيه سيدة خليجية تتعرض لسلوك عنصري ومضايقات من قبل مجموعة من الأشخاص في مطعم ماكدونالدز في إسطنبول. وتفيد التقارير أن السلوك العدائي بدأ بسبب لهجتها العربية التي تحدثت بها المرأة أثناء طلبها وجبتها.
لكونها مشهدًا غير مقبول استجابت السيدة الخليجية للموقف الذي تعرضت له رفضت السكوت عن هذا السلوك غير الأخلاقي وردت قائلة: «إن كان لديكم مشكلة معنا تحدثوا واقفلوا السياحة» كانت هذه كلمة جريئة تأكدت من خلالها أن العنصرية والمضايقات لن تكبحها أو تحطم إرادتها.
وفي هذا الصدد، يجب الإشادة بقوة وشجاعة السيدة الخليجية في التصدي للعنصرية بطريقة حضارية وقوية وذكية واستحقاق عالٍ.
الحادثه الثانية تعرضت مجموعة من السياح الخليجيين للظلم والاعتداء من قبل صاحب مطعم تركي بعد تناولهم الطعام، رفض صاحب المطعم تقديم الحساب ومنعهم من المغادرة. هذا التصرف الظالم خيب أمل السياح وجعلهم يشعرون بالاستهانة والاحتقار وقد تعرض السياح أيضًا للاعتداء الجسدي واللفظي من قبل مجموعة من الشباب الأتراك.
هذا السلوك العنصري والعنف غير المبرر من بعض الأتراك يجب ألا يتم تغافله فمثل هذه الأعمال تؤثر سلبًا على سمعة أي بلد وتعيق التواصل والتفاهم بين الثقافات يجب أن يتم تعزيز قوانين العدالة واحترام حقوق الإنسان لمنع حدوث حوادث مشابهة في المستقبل.
وهنا يأتي دور الإعلام الرقمي مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهير ومؤثرين في نشر وعي المجتمع منهم الخليجي والعربي حول هذه المسألة، فالإعلام الرقمي يسمح للأشخاص بنشر الأخبار والمعلومات الحقيقية بطريقة سريعة ومباشرة، بالإضافة إلى إمكانية الانتقال بين الثقافات واللغات المختلفة. وبالتالي، يمكن استخدام هذه المنصات لنشر أخبار وفيديوهات موثوقة تظهر فيه تعرض السياح العرب للعنصرية وتمييز بينه وبين الأجنبي من أوروبا وأمريكا من بعض الأتراك وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تنتشر بين الناس.
من الضروري أن تتدخل السلطات التركية وأن لاتكون ظالمة بحق فرد عربي في هذا النوع من الاعتداءات العنصرية وتتخذ الإجراءات اللازمة لضمان أن مثل هذه التجاوزات لن تتكرر. على الجهات ذات العلاقة أن تضمن وجود بيئة آمنة ومساواة للجميع بغض النظر عن جنسيتهم أو لهجتهم أو خلفيتهم الثقافية.
في النهاية، يجب علينا جميعًا التأكيد على ضرورة التسامح واحترام الآخرين بغض النظر عن اختلافاتنا الثقافية والجنسية. يجب أن تكون مثل هذه التجاوزات العنصرية بمثابة منبه لمجتمعنا لتعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل.