نجلاء العتيبي
«لا يشيخ إلّا الإنسان الذي يستسلم لوطأة الزمن عليه. لا يُلاحظ المرءُ بيسرٍ شيخوخته، بل يعاينها في مرآة الآخرين. على الوجه تتراصف سماتُ الزمن وأماراتُ الاختبارات الوجدانية التي تُصيبنا في حلوّها ومُرّها، فترسم على محيّانا أخاديد الإنضاج المتأنّي. ذلك بأنّ الزمن يَفضح رغبتنا المناضلة في الاستمرار على البهاء المنظريّ الأوّل. غير أنّه يأخذنا على حين غفلة، فيفعل فَعلته فينا من غير أن نسهم طوعًا في نَحْت صورتنا الشائخة». مشير باسيل.
الغريب أن أراها هكذا... بعد غياب طويل... توقف الزمن بها هنا... الفتاة المتطلعة النشيطة..
كان حديثها عبارة عن تقرير خدمة الآخرين لها... سألتهم، شافوا لي، أرسلوا لي، نصحوني، حطوني، شالوني...
مكتفية بمعلومات الغير في كل ما ترغب القيام به... معتمدة عليهم في تسيير جميع أمور حياتها!!!
كل أوراقها تُقْرَأ لها؛ رغم أنها المتفوقة الذكية المبادرة بتنظيم الصف وقائدته...!!
تناقض مُخيف بين حرصها وإلمامها الشديد بالجديد من التقنيات لمحو خطوط الزمن على بشرتها، وجهلها الأشد لنفع نفسها والقيام بشؤونها...
هل هو كسل؟ أم أنها عالقة بين الاتكال والدلال والهروب بذلك من عداد أرقام العمر!!!
مجمل ما شعرت به كان عجيبًا...
عندما يتحوَّل الاستفهام إلى سؤال جدّي في منأى بعيد عن أي انتقاد أو فلسفة...
وهذا هو الوقت الأنسب لكتابة ما يعتمل في رأسي وما أحمله بداخله...
على الإنسان أن يَبقى صادقًا مع نفسه بشأن نموّه وتقدّمه في العمر، على جانب واعٍ من الإدراك الواقعي لحقيقة ما يمر به، والاعتراف بحتميته؛ فالمرء يحيا حياته بمستويات عمرية متعددة تحتاج إلى فهم عميق لذاته؛ لينعم بحياة متوازنة، منسجمة، بكل أبعادها المختلفة متتبعًا لحركة تدرُّج تقدُّم العمر بالنظر والتأمل، مستعينًا بأدوات المعرفة بكل صنوفها ودرجاتها المتطورة مع اتساع في رُوئ الغد لتحسين جودة حياته وأفكاره؛ حتى لا تكون عوائق في مواجهة تحوُّلات دورة الحياة الطبيعية..
ما يبقى الإنسان على تجدُّد مستمر... المعرفة التي تبدِّد خوف البشر وقلقهم من كل شيءٍ يجهلونه... تجعل الأمور واضحة سليمة، ولا شيء يمكن تحقيقه ولو بنسبة ضئيلة مهما كان بسيطًا بدون أن تعرف عنه شيئًا، ولديك دراية به وتصوُّر مسبق عنه.
قبل أن نفكّر في محاربة تضاريس الزمن على أجسادنا بالأساليب الحديثة؛ يجب علينا أن نعرف أكثر عن انتقالات مرحلتنا العمرية شكلاً ومضونًا نفسيًّا، صحيًّا، واجتماعيًّا...
عملية تقدم العمر طبيعية تستمر مدى حياة البشرية.
نقطة ضوء
«حتى لو وقف جسمي على عكازين؛ فإن عقلي لا يمكنه الوقوف على الهامش».
مايكل جوردن