نجلاء العتيبي
في حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا؛ أُغْلِقَ، فلم يدخل منه أحدٌ».
أيام قليلة ويهلّ علينا شهر رمضان الكريم..
والركض مازال بنفس وتيرة كل عام..
هذا الأمر بات سائدًا، ويورّث أيضًا، ويقال: رمضان على الأبواب..
زحمة الاستعدادات لرمضان تُعيد التفكير في ماديات الكائن البشري، هل هي حاجة أم عادة...
إن ربط الشراء بشعور السعادة وقيمة الإنسان له مدلولات خطيرة...
لست ضد بهجة امتلاك الأشياء فرحًا لقدوم المناسبات، لكن مع التقنين في كل شيء، ومع التوازن للاحتفاظ بأصل جمالياتها على صورتها الأولى.
تسابق على مشتريات عدة...
منها أواني المائدة وأدوات الطبخ التي بالغالب ينتهي بها الحال لرفوف تخزين غير المستخدم.
هذه الثقافة الشرائية الخاطئة في متطلبات ثانوية بهدف التباهي في غالب الأمر تضرّ على المستوى الطويل في جوانب حياة الأفراد..
أصبح كثير من الناس يرى رمضان بمنظور مختلف لا يتناسب مع عظمة وهوية هذا الشهر الفضيل المليء بالأجر المُضاعَف والحسنات، الشهر الأكثر قداسة للأمة الإسلامية في كل بقاع الأرض..
أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار؛ تُصفَّد فيه الشياطين ومردة الجن..
للعبادة فيه لذة مختلفة تسكن الأرواح الطمأنينة، ويعم في البدن الهدوء..
فالصوم يُعيد للجسم توازنه، يُصفِّي الذهن، ويريح الروح، له روحانية عظيمة في قلوب المؤمنين..
لرمضان نفحات بديعة؛ فدَعُونا نستقبله براحة وبساطة كما تعودنا، ولنجعل لياليه استزادةً للذِّكر والطاعات..
ولننشئ أبناءنا على معرفته بشكل صحيح، بعيدًا عن الاهتمامات السطحية، ونُعلّمهم تاريخه، وننهل من قصصه الغنية بالمآثر العظيمة، ولنزرع في نفوسهم بذرة حبّ الصيام وقيمته الدينية الكبيرة عند الله البصير، وفضله العظيم وجزاء الصائمين الصابرين، وأن نستغلّ أيامه ولياليه بما ينفعنا؛ حتى لا نكون من الخاسرين.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وقد فُرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وصام الرسول صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات.
نقطة ضوء
«رمضان نورٌ على المآذن، ونورٌ في القلوب، وإن كان العمر كله للجسم؛ فهذا الشّهر للروح».
- الشيخ الأديب/ علي الطنطاوي رحمه الله