د.نايف الحمد
انطلق الدوري السعودي للمحترفين بمسماه الجديد (دوري روشن السعودي) بعد أن أعلنت رابطة الدوري السعودي للمحترفين عن توقيع عقد رعاية جديد مع شركة روشن المطور العقاري السعودي، إحدى الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.
سنوات ذهبية عاشتها الرياضة السعودية ودعم لا محدود من القيادة الرشيدة لدوري المحترفين بمسماه القديم (دوري الأمير محمد بن سلمان) ودعم إضافي لهذا الدوري في هذه النسخة من خلال رعاية شركة روشن أحد أذرعة صندوق الاستثمارات العامة.
بعد هذه السنوات، وبهدف مراجعة المسيرة، علينا أن نتساءل: ماذا قدمنا كمؤسسات رياضية خلال هذه السنوات، وهل ما تم إنجازه يتناسب مع حجم هذا الدعم الكبير، وهل حققت هذه المؤسسات الرؤية الطموحة لعرَّاب الرؤية سمو ولي العهد الأمين، أو قطعت أشواطاً على طريق تحقيقها؟!
في هذا الصدد سنتحدث عن أهم مؤسستين (وزارة الرياضة / اتحاد كرة القدم) باعتبار أن الوزارة هي المرجع الأول للرياضة، أما اتحاد كرة القدم فهو الشغل الشاغل للجماهير الرياضية والأوساط الإعلامية، وكرة القدم تعد النشاط الشعبي الأول.
إن المتتبع لعمل وزارة الرياضة يلحظ بشكل جلي ما تقوم به من قفزات على طريق تطوير الرياضة بمفهومها العام، سواءً كان ذلك من خلال برامج الحوكمة والضبط الإداري والمالي أو المبادرات التشجيعية وإطلاق الأنظمة والقوانين وتفعيلها وكذلك الاهتمام بالجوانب الاستثمارية أو استخدام الرياضة كقوة ناعمة أسهمت بشكل كبير في التعبير عن المجتمع السعودي وإبرازه على مستوى العالم؛ ويظهر بوضوح مواصلة الوزارة هذا النهج حتى تحقق الرؤية أهدافها.. وإن كان ثمة نقد للوزارة فهو ما يتعلق بمتابعة ما يصدر من اتحاد الكرة والحاجة إلى تصحيح بعض الأخطاء والتجاوزات ودعم هذا الاتحاد، وليكن ذلك على سبيل النصح والتقويم، وبما يتوافق مع اختصاصات الوزارة ودون تدخل في عمل الاتحاد واستقلاليته.
أما بالنسبة لاتحاد كرة القدم فلا شك أن استقراره يعد مكسباً في وقت كنا نعاني فيه من كثرة تغير هذا الاتحاد وإعادة تشكيله بشكل مستمر، كما أن عمل الاتحاد يعد جيداً بشكل عام خاصة فيما يتعلق بإنجازات منتخباتنا الوطنية، لكن السؤال المهم: هل واكب الاتحاد النظرة الطموحة لولاة الأمر، وهل حقق القفزات المطلوبة في سبيل تحقيق الرؤية؟!
هنا أوجه رسالتي لرئيس الاتحاد الأستاذ ياسر المسحل وأعضاء مجلس إدارته وأطالبهم باسم كل الجماهير الرياضية بعمل كبير من أجل إظهار المشهد الرياضي السعودي وبخاصة مسابقاتنا المحلية بصورة أجمل، وأدرك تماماً قدرة هؤلاء الرجال على تحقيق طموحات القيادة والجماهير على حدٍ سواء.
في الحقيقة أن ما نشاهده من عمل بعض لجان الاتحاد السعودي لا يرقى لطموحاتنا، ولا أدل على ذلك مما يحدث في لجنة الحكام مع مطلع الموسم سواءً كان ذلك في تشكيلها وما صاحب ذلك من استقالات، أو حتى في اختيار المقيمين أو طريقة توزيع الحكام على المباريات!
نقطة آخر السطر
أتمنى من رئيس الاتحاد أن يتنبه لمخاوف الشارع الرياضي ويعالج ما يعتري عمل اللجان من قصور وأهمها لجنة الحكام، دون التأثر بالأصوات العالية، وخصوصاً أن موضوع التحكيم يعد عنصراً مهماً ومؤثّراً بشكل كبير على مستقبل المسابقة، والفشل في إدارته قد يتسبب في التأثير على نجاح الموسم الرياضي كاملاً.. كما أن عليه أن يعتمد في ترشيحاته على من يحظون بثقة الشارع الرياضي وإبعاد كل من لا يثبت كفاءته في الأعمال الموكلة له.. مع الأخذ بالاعتبار أن هذا النقد لا يلغي ما يقدّمه اتحاد الكرة من جهود أسهمت في تقديم منتج يستحق الإشادة.