د.نايف الحمد
كثيرون هم أولئك اللاعبين الذين مروا مرور الكرام في تاريخ كرة القدم؛ لكن القليل منهم من ترك بصمة واضحة وأثراً لا يُمحى.. نجوم وأساطير كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب بمهاراتهم وأهدافهم ونبوغهم الفني.. ومنهم من وضع لنفسه ولتاريخه الرياضي صفحة بيضاء طرّزها بالفكر العالي والأخلاق الحميدة وجعل من تفوقه الرياضي رسالة سامية يتلقفها الرياضيون ويقتدون بها.
في رياضتنا السعودية.. عندما نسعى للبحث عن لاعبين بهذه المواصفات لا يمكن أن نمر دون أن نذكر ذلك اللاعب المبدع الأنيق في أدائه الكروي وشخصيته القيادية وثقافته العالية، إنه نجم الهلال والمنتخب السعودي فيصل أبوثنين، فقد قدم نفسه كنموذج مختلف بين الرياضيين وامتلك من الإبداع المهاري والفكري ما جعله يحتل مكانة رفيعة في نفوس الرياضيين.
مسيرة حافلة بالعطاء للقائد الهلالي فيصل أبوثنين قدم فيها كل ما يملك للزعيم؛ وكان أحد أهم اللاعبين الذين زرعوا البسمة على شفاه الجماهير وساهم بفعالية في تحقيق أحلامهم.
لقد تميز النجم الكبير بشخصيته الطاغية وقدرته على قراءة الملعب بشكل دقيق وقيادة الفريق بما يمتلكه من رؤية واسعة ومهارة عالية على تمرير الكرات بكافة الأشكال ومساعدة زملائه في كل الخطوط ونقل الكرة بانسيابية والتحوّل بأناقة في فلسفة خاصة لا يجيدها إلّا فيصل ابوثنين.
امتدت مسيرة النجم الكبير أبوثنين لـ12 عاماً حقق فيها 21 بطولة توزعت بين مختلف البطولات، كان من بينها 3 بطولات للدوري ونسخة لكأس الملك وكأسان لولي العهد وكأس المؤسس و5 بطولات آسيوية و4 بطولات عربية، والعديد من البطولات المحلية والخارجية في أرقام خيالية لا تتحقق إلّا لعدد محدود من لاعبي كرة القدم على مستوى العالم.
لم يكتفِ الكابتن فيصل بما قدمه من إثراء لملاعب كرة القدم من فن وإبداع، بل كان نجماً كبيراً وحاضراً في كل قضايا الوطن والمجتمع.. يدافع بشجاعة عن قيم المجتمع الدينية والأخلاقية بنبل الفرسان وإقدام الشجعان.. لم يتلكأ أو يتقاعس عن دور أو رسالة يرى أنه يستطيع تقديمها لخدمة الدين والوطن.
يظل الكابتن فيصل أبوثنين بكل بساطة قدوة ومثلاً يُحتذى ونموذجاً مشرّفاً لما يجب أن يكون عليه الرياضي؛ ويحق للهلاليين أن يفخروا أن هذه المدرسة العريقة قد أنجبت أمثال هذا النجم الكبير ممن حملوا فكراً راقياً وعقلاً نيراً وأضافوا الكثير للساحة الرياضية السعودية.