صالح الخليفة
إذا قلنا الكم والكيف في الحركة التشكيلية السعودية، فنحن الآن في عصر الكم على حساب الكيف. وفرة هائلة في الإنتاج الفني في جميع مجالاته ومدارسه, بالإضافة إلى الرقمي الذي سهل الأمر على الفنان كثيراً.
وحسب (قانون الدياليكتيك) كلما زاد الكم نقص الكيف وكلما زاد الكيف نقص الكم، وهذا لسان حالنا اليوم.
سهل هذا الأمر (الكم) التوجه العام ودعم الدولة وتنوع المصادر السريعة وزيادة المؤسسات الفنية بدعم الفن بكل طاقاته.
ومقارنة بين الجيل السابق ذي الأعداد المحدودة وبين الجيل الحالي ذي الأعداد الكبيرة حيث الكم هائل والمستوى متدني بالعموم. بينما الجيل السابق نجد الأعمال أصيلة ومميزة وجميلة.
الجيل الجديد من حسن حظه الوفرة بالخامات والأدوات الفنية وسعرها المناسب ووجود مراكز فنية متخصصة. لكن النمط السريع للحياة وتأثرهم بقنوات التواصل التي تعطي دروس من خلال الشبكة العنكبوتية والتي في الغالب لا تعتمد على مرجع أو جهة اعتبارية متخصصة أو أكاديمية أو جامعة حيث تعطيهم نتائج غير موثوقة، وفي الأساس من خلال هواة. ويعتمد عليها أغلب المبتدئين. والمدربون في اليوتيوب يدربون على طريقتهم الخاصة.
ولنأخذ تويتر أو الإنتسجرام تحديداً نجد النتائج متقاربة حيث لا تجد ملامح لفن حقيقي أو أسلوب مميز أو أصالة في العمل الفني. وبسبب السرعة في التنفيذ، ووجود فجوة بين الجيلين، والبعض يدمج العمل الرقمي باليدوي على أنه عمل يدوي بالكامل للأسف.
لابد أن تكون للمؤسسات المتخصصة وهيئة الفنون البصرية دور لمعالجة هذا الإشكال الذي من السهل العمل به، وأهمها تقنين الدورات الفنية ووضعها وفق معايير أكاديمية معتمدة ومن خلال حقيبة تدريبية مرخصة.