صالح الخليفة
الفن في أي بلد لابد أن يسنده عدة عوامل تقويه، ألا وهو الجانب العلمي والفلسفي ولا يكون إلا من خلال الأبحاث والمجلات العلمية المحكمة والكتابة والتأليف، والتي تساهم في إعطاء صورة متكاملة للحياة والاتجاهات الثقافية والفنية للحراك التشكيلي في عصره.
ومن أهم المؤلفات في هذا الجانب كتاب: (قضايا معاصرة في الفنون التشكيلية) والفكر الاجتماعي والنفسي والذي قام بتأليفه مجموعة من الباحثين وهم : الدكتور عبد الحليم رضوي والدكتور أبوبكر باقادر والدكتور أكرم طاشقندي سنة 1986م، ورغم أنه في منتصف الثمانينات إلا ان أغلب القضايا تلامس العصر الحالي، والتي تعتبر في بدايات الطفرة الجديدة للحركة التشكيلية السعودية، ويعتبر الكتاب من أهم المؤلفات التي تتحدث عن قضايا الفن التشكيلي، ولابد من متابعة القضايا وطرحها وتكملة المشوار مع الفنانين والمهتمين من خلال المبادرات والمراكز المتخصصة، على أن تطرح بشكل جاد ومدروس ومؤسسي وموثق بالصوت والصورة.
ويتضمن الكتاب ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأول : يتناول النمو الجمالي لارتباطه بالإنسان.
القسم الثاني : طبيعة القضايا الاجتماعية المعاصرة مستندين إلى تجارب ومصادر علمية. وبالتركيز على البساطة في المعالجة والرصانة في المنهج.
القسم الثالث : يدور حول أن الإنسان يرث عن أبويه إرثاً اجتماعياً تحدده الظروف وتنتهي إلى دراسة تحليلية للإمكانيات القابلة للتطور. الهدف الرئيسي هو إعطاء القارئ المثقف صورة موحدة الأجزاء للاتجاهات العامة التي تنحوها الحياة النفسية والاجتماعية والفنية، ولتحقيق هذه الغاية فقد حرص المؤلف على سهولة الأسلوب وبساطة التعبير ويسر التشكيل ليكون تسلسل الحقائق في كل فصل بما يجعل منه وحدة مترابطة في نسق متصل، حتى تصل بالقارئ في إطار الكل من جهة وحتى يكون كاملاً متكاملاً ومتسقاً تمام الاتساق من جهة أخرى، وبهذه النظرة في عرض الكتاب يجد القارئ أن الكتاب يعالج موضوعات عامة تهم الفرد كما تهم غير المتخصص وتمس متطلباته المباشرة.
ولقد طرح الجميع موضوعات مهمة نبدأها بموضوعات الأستاذ الدكتور عبد الحليم رضوي ومنها : الفن والأهداف الإنسانية الشاملة والإيجابية والسلبية في الفنون التشكيلية وعبر الثقافة والفنون والتكامل بين الأمم، ودور الفنون في المجتمع الإنساني والقيم الجمالية في الفنون التشكيلية والفن والأهداف الإنسانية الشاملة، ونحو أكاديمية للفنون الجميلة والفن لبناء الحضارة وتأثير الأعمال الفنية بالحياة الإنسانية ووجهات النظر الجمالية والفنية. سيتم لها عرض موجز الأسبوع القادم.