الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
نبه داعية وأكاديمي متخصص في العلوم الشرعية إلى ما يروجه بعض مشاهير برامج التواصل الاجتماعي من مخالفات وخداع للناس، واستغلالهم مادياً، والكسب غير المشروع بصورة غير أخلاقية، وفيها محاذير شرعية.
وقال فضيلة الشيخ الدكتور بدر بن علي بن طامي العتيبي الداعية وعضو هيئة التدريس بمعهد الأئمة والخطباء بالرياض في حديث لـ»الجزيرة»: مما يعلمه روّاد برامج التواصل أن فرص الشخص في الثراء، وإقبال عروض الدعاية والتسويق مرتبطةٌ ارتباطاً طردياً وعكسياً بعدد المتابعين، وكلما زاد عدد المتابعين زادت فُرص الرِّبح، وبلسان الحال بصدق نية يُقال لهم: «الله يرزقكم ويرزق بكم» فلا لوم على من كثر جمهوره أن يطلب الربح بالإعلان للجهات التجارية، كما هو المعمول به في كافة القنوات الإعلامية، ومجامع الناس، والطرق الكبرى، وكل موطن تتجه إليه أنظار أكبر عدد من الناس، ولكن المؤسف أن تُطلب الجماهير -مع خلوِّ المحتوى من الفائدة فكيف بفساده- بما يخالف الدين والأدب والذوق العام! وربما يُتجه لطلب الجماهير بما لا يجوز من الأساليب، ومن ذلك «المقامرة» التي هي من الميسر المحرم، وذلك أن بعض من يبدأ خوض غمار برامج التواصل لا يكلفه كبير مال أن يعلن عن جهاز جوال قيمته لا تتجاوز ألفي ريال! ثم يشترط للدخول في هذه المسابقة عوضاً! متمثلاً في «عملٍ» بـ:[1] تدويرٍ؛ وهو ضربٌ من التسويق والإعلان! مع [2] الإضافة!
وهو بذلك يتجه إلى المنفعة والربح! والمضيف له، المؤدي للعمل قد يفوز بالجائز وقد لا يفوز، وهذا محض القمار المنهي عنه.
وأوضح الدكتور بدر العتيبي أنه لا يشترط في المقامرة أن يكون عوض الجائزة مالاً يدفع، فالعوض في المعاملات يكون: عيناً تارة أو ثمناً أو عملاً، وكذلك القمار يكون بأن يقوم المُقَامر بعرض جائزةٍ على الجمهور، ليستفيد هو من «الجميع» بينما يستفيد منه «واحدٌ منهم» والباقون بذلوا عوضاً بلا مقابل، والعوض المؤدّى هو «كُلفة الفعل» من الإضافة والتدوير، والتدويرُ ضربٌ من «التسويق والإعلان» والفائدة الراجعة على صاحب الحساب، فهو بذلك «عملٌ متقوّم» وقد صدرت الفتوى من اللجنة الدائمة بمنع مثل هذا العمل في سؤال عن مسابقة منظمة يشترط فيها «الانضمام» إلى المجموعة، مع «نشر إعلان المسابقة على صفحات الانترنت» ثم بعد مدة يختار من المجموعة واحد يفوز بالجائز! فأفتت اللجنة بما نصّه: «أن العادة جارية بأن نشر الإعلانات عملٌ متقوّم، وعليه فإن أداء هذا العمل لغرض الدخول في هذه المسابقات داخل في المقامرة المنهي عنها، لأن أداء هذا العمل غرمٌ مُحَقَّق، وعوضه غُنمٌ محتمل، وهذا من القمار» إلى آخر الفتوى.
وشدد الدكتور العتيبي في ختام حديثه أنه كان المأمول من أولئك الكاسبين الجاذبين للمتابعين أن لا يتجهوا إلى تلك الأساليب لكسب أعدادٍ من المتابعين، وأفضل ما يُطلب به الجمهور: هو العلم والفائدة ونفع البلاد والعباد، وخدمة دين الله تعالى، ونشر الأخلاق النبيلة، فمثل تلك الحسابات ستجد من يضيفها ويتابعها ويروّج لها بدون مقابل.