د.مساعد بن عبدالله النوح
يعتبر يوم الأحد 17جمادى الأولى من عام 1351هـ يوماً تاريخياً وذكرى خالدة لكل مواطن، إذ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة في اسم واحد وهو «المملكة العربية السعودية» على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، واختار- رحمه الله- في الأمر الملكي يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ وهو يوافق الأول من الميزان يوماً وطنياً للمملكة العربية السعودية.
لقد كافح -رحمه الله- ومعه رجاله المخلصون؛ لتحقيق ثلاث مراحل في عمره، المرحلة الأولى، ابتدأت من خروجه مع والده الإمام عبد الرحمن الفيصل عام 1306هـ/ 1888م متوجهاً لقطر فالبحرين، واستقر في الكويت، وكان خلالها يفكر كثيراً في سبل العودة، والمرحلة الثانية، وابتدأت من دخوله الرياض عام 1319هـ وحتى عام 1351هـ، ويمكن تسميتها بمرحلة التوحيد، إذ اتسمت بضم أماكن ومواقع جغرافية من شبه الجزيرة العربية، والمرحلة الثالثة، وابتدأت من عام 1351هـ واستمرت حتى وفاته- رحمه الله- عام 1373هـ ويكمن تسميتها بمرحلة التكوين، إذ اتسمت بتوفير البنية التحتية التي تحتاج إليها الدولة الفتية. ثم جاء من بعده أنجاله (الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله)-رحمهم الله- وعملوا على تطوير البنية التحتية للدولة، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.
وفي هذا العام يكون عمر المملكة العربية السعودية (90) عاماً. ويمكن للمربين في مؤسسات التربية الرسمية أن يعرفوا النشء والشباب بالانعكاسات التربوية لهذه المناسبة الوطنية، ومنها:
* تنمية التربية الدينية، إذ عليهم تعريف النشء والشباب بالثوابت التي تأسست عليه الدولة، واستمرت عليها خلال السنوات الماضية. وثمار الأخذ بها.
* تربية الضمير الأخلاقي، وهو الذي يضبطهم ويوجههم نحو الفكر النافع والقول المفيد والعمل الصالح، لأنفسهم ومجتمعهم وأمتهم.
* توفير جو صحي لسلامة العقل وتنميته، فمتى رسخت التربية الدينية السليمة في أنفسهم، أسهمت في صياغتهم صياغة إسلامية في تفكيرهم وفي حساباتهم التي يزنون بها أمورهم. وبالتالي تحميهم من مخاطر الانحراف بمفهومه الواسع.
* التنمية الإرادية، أي إكسابهم العزيمة القوية؛ ليتمكنوا من مواجهة المواقف على اختلافها السارة وغير السارة وذلك بتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم. فالمؤسس لم يقصر في واجباته على الرغم من صعوبة الأحداث التي مرت به في أثناء المرحلة الأولى، إذ لم تثنه عن التفكير الطويل في سبل استرجاع أمجاده وملك آبائه على الرغم من قسوتها.
* تعميق التربية الاجتماعية، وذلك بتعريفهم بالآداب التي تحلت بها الأجيال السابقة في هذه البلاد وأسهمت في جعلهم كالجسد الواحد، ودورهم تجاهها؛ ليكونوا كما كان أسلافهم أعضاء نافعين لأنفسهم وللآخرين.
* التربية النفسية، حيث إن بلادهم عملت على توفير مقومات الحياة الكريمة لهم، والتي من شأنها أن تعينهم على ضبط انفعالاتهم، ووصولاً إلى تحقيق صحة نفسية بما تتسبب في العيش في تكيف وانسجام مثل كل الأفراد والجماعات في المجتمعات الأخرى.
* التربية السياسية، وذلك بتعميق وتنمية قيمة الانتماء للقيادة وإظهاركافة أشكال الولاء لها. استجابة للأمر الإلهي الكريم والتوجيه النبوي الشريف بطاعة ولاة الأمر.
* التربية الاقتصادية، أي بتنشئتهم على قيم اقتصادية، مثل: الاجتهاد في إتقان العمل والإصرار على النجاح، والصبر على مواجهة التحديات مهما كانت حدتها؛ لأجل تحقيق هدفهم الأسمى. وتحذيرهم من قيم قد تؤثر سلباً في جهود السابقين.
* التربية الوطنية، بتزويدهم بمعلومات مبسطة وموجزة عن مظاهر البناء والتطور في الدولة منذ تأسيسها وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله-، والاعتزاز بالهوية الوطنية فكراً وقولاً وسلوكاً.
* التربية الجمالية، أي بتوعيتهم بواجباتهم حيال المحافظة على معطيات خطط التنمية الشاملة، فهم قدوة أمام غيرهم ومصادر ملهمة تجاه هذه المعطيات.
** **
كلية التربية - جامعة الملك سعود