قل للعميدِ أبي اللثامِ الأسودِ
ماذا صنعتَ قُبيل يوم الأحدِ
كم بِتَّ في جوف الليالي داعيًا
«ربي أعِدني للكيانِ الأمجدِ»
«ربي أجِر كُلّيتي ومُعَيْمِلي»
«من شر كورونا اللئيمِ المعتدي»
فجلبتَ من أُمِّ الكَلِيمِ(1) نُواحَها
ودمُوعَ يعقوبٍ(2) لكل تهجدِ
حتى إذا فُكَّ الحصارُ وأنتما
مثل الأحبة في انتظار الموعدِ
دقَّ الفؤادُ كساعةٍ خرَّاشةٍ(3)
ليَصُد عن جفنَيكَ حلوَ المرقدِ
فتهبّ للكلية الأسمى من ال
جوزاءِ والشِّعْرى ونجمِ الفرقدِ(4)
وتكادُ مِن شَوقٍ لها تَجري كما ال
مَسبُوقِ يَجري نحوَ بابِ المسجدِ
ثم انتهى حلمُ الوصال بلَسعةٍ
غدّارةٍ بِشُعاع شمسٍ مُوقَدِ
قُل لي بِربِّكَ مَن تَلُومُ وتَشتَكي؟
فأجَبتَني «بل ذاكَ ما أَوْكَتْ يدِي»
(*) توجهت في يوم الأحد من شوال 1441ه، أول يوم عمل بعد إجازة عيد الفطر، وحين توقفت في موقف الكلية نظرت في المرآة ورأيت نفسي بلثام أسود أجاءني إليه كورونا، فأنشأت هذه الأبيات.
(1) أم الكليم أم موسى، ولقب بالكليم لأنه كلم الله في الواد المقدس.
(2) يعقوب أبو يوسف عليهما السلام، بكى لفقد يوسف حتى ابيضت عيناه.
(3) الخرّاشة ساعة كبيرة ذات أجراس يتخذها العامة لتنبيههم من النوم، ولعل لها أصل في الفصيحة، قال ابن السكيت «رجل خرِش، إذا كان قليل النوم كثير الاستيقاظ من خوف، أو كان يكلأ ماله».
(4) الجوزاء من النجوم سميت بذلك لِأَنَّهَا تعترض جوز السَّمَاء أَي وَسطهَا، والشِّعْرَى: كوكبٌ وراء الجوزاء، الفَرْقد: (فك) نجم قريب من القطب الشّماليّ ثابت الموقع تقريبًا، ولذا يُهتدى به، ويسمّى النّجم القطبيّ.
** **
- د . أوس بن إبراهيم الشمسان