الرياض - عيسى الحكمي:
عندما كان النصر يبحث عن تحقيق لقبه القاري الأول في عام 1998 «كأس الكؤوس الآسيوية» كان رئيسه الذهبي حينها الأمير فيصل بن عبد الرحمن يرسم خطة مُحكمة لتحقيق الإنجاز متسلحًا بخبرته الكروية والإدارية الخاصة. في تلك المرحلة كان النصر قويًّا، لكن الفوز باللقب الآسيوي كان يحتاج إلى أدوات تزيد تلك القوة، خاصة أن نجمه الأول ماجد عبد الله كان يعيش الأمتار الأخيرة من مسيرته الرياضية، ومن الضروي الاستعانة بنجم من فئة «السوبر ستار»؛ ليكون ضمن الكتيبة الصفراء.
البلغاري خريستو سويتشكوف أو «الخنجر البلغاري»، نجم برشلونة وهداف كأس العالم 1998، كان هو الهدف الذي قرر رئيس النصر حينها استقدامه بعد أن عرف أن الظروف متاحة؛ إذ انتهى ارتباط خريستو بالبرشا بعد مسيرة امتدت 170 مباراة، سجل فيها 85 هدفًا.
ويروي الأمير فيصل بن عبد الرحمن لـ«الجزيرة» سيناريو التعاقد مع الأسطورة البلغارية وصاحب اليسارية التي لا تخطئ المرمى، ويقول: عندما تخطى النصر الأدوار المؤهلة لنهائيات كأس الكؤوس الآسيوية 1998 تلقيت اتصالاً من الصديق راكان الحارثي رئيس مجلس إدارة صلة، وزميله المجري شاندرو المدرب السابق في نادي الاتحاد، وعرضا عليّ مجموعة من الأسماء، كان من بينها سويتشكوف. وعندما تحدثت مع شاندرو عن إمكانية جلبه أكد لي أن اللاعب متاح، ويمكن تنفيذ التعاقد.
وأضاف: في تلك الفترة قررت التحرك بسرعة. ولحسن الحظ كنت مدعوًّا لمناسبة عائلية في القاهرة من سيدي الأمير تركي بن عبد العزيز -رحمه الله-، وأذكر أنني اصطحبتُ الكابتن ماجد عبد الله معي في الرحلة، وأثناء لقائي الأمير تركي تحدثت معه في الأمر، وأبلغته بأنني أعتزم إحضار لاعب بعد ضمان استضافة النهائيات في الرياض.
وأكد الأمير فيصل أن الأمير تركي لم يتردد في تقديم الدعم بيد أنه استغرب مبلغ الصفقة «ذكرت للأمير تركي أنني سأجلب لاعبًا عالميًّا ليلعب مباراتين فقط بقيمة 50 ألف دولار عن كل مباراة، وإذا فاز النصر بالبطولة سيحصل اللاعب على 50 ألف دولار مكافأة خاصة. أتذكر أن الأمير تركي قال لي: فقط 50 ألف دولار! فقلت له: «فقط 50 ألف دولار عن كل مباراة».
وتابع: بعد ذلك حصلنا على المبلغ، وأحضرنا اللاعب الذي استطاع مع زملائه قيادة الفريق لتحقيق البطولة بعد الفوز في نصف النهائي على كوبتداج التركمانستاني «2-1» بثنائية ماجد عبد الله ومحيسن الجمعان، وفي النهائي فزنا على سامسونج الكوري بهدف خريستو؛ لنتوج باللقب، ونتأهل للفوز بالسوبر الذي من خلاله تأهلنا لكأس العالم للأندية الأولى عام 2000.