ضربت وزارة الصحة أنموذجًا للنجاح، في الخطوط الأمامية للمواجهة الميدانية لجائحة وباء كورونا المستجد، في تكاملية مثالية مع مختلف أجهزة القطاعات الأمنية المرابطة على أمن وأمان بلادنا، ما انعكس بدوره على الطمأنينة والثقة فيما عجزت عنه كبريات دول العالم المتقدمة في مواجهة الجائحة، ما زاد من ثقة المواطن والمقيم على أرض المملكة بأن الجائحة أيًا كانت تداعياتها ستظل تحت سيطرة هذه الجهات التي ما تزال جهودها برهنة عملية على كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-.
لقد كانت لغة الاتصال، وتسخير مختلف قنوات التواصل، إحدى أدوات المواجهة التي نجحت فيها وزارة الصحة، بالشراكة مع وزارة الداخلية، وجهات إعلامية أخرى، ساندت هذا الدور التوعوي من القطاعين العام والخاص، ومع ما يتم بثه من رسائل التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة من صحافة، وإذاعة، وقنوات تلفزيونية، إلا أن تمديد مدة السماح بالتجول، كشفت عن مشاهد «جماعية صادمة»، هي في ظاهرها أقرب إلى مشاهد الجحود والتنكر لكل ما تم تنفيذه من إجراءات وقائية واحترازية استباقية ووقائية وعلاجية، وتوعوية ليل نهار لمواجهة الجائحة، إِذ يمكن وصف الكثير من تلك المشاهد «الجماعية»، بأنها سلوكيات لا مسؤولة، واستهتار.. وأي استهتار؟! ما يعيدنا إلى كيف يمكن «علميًا» تفسير هذه المشاهد تبعًا لسياق الجائحة، وبالمقارنة مع الجهود التوعوية التي تقودها وزارة الصحة ووزارة الداخلية؟
لعل واحدة مما يفسر هذه المشاهد «نظرية الرجل الثالث»، التي بنيت على فرضين رئيسين: إدراكي، وآخر سلوكي، إِذ يرى الفرد أن مختلف ما تعرض له خلال الحملة التوعوية الذي - حتمًا - متيقنًا من أهمية رسائلها، ومصداقية مضامينها، إلا أنه يظل على قناعة تامة أيضًا بأن كل ذلك يحتم على (الآخرين - الرجل الثالث)، التقيد به، لأن (الرجل الثاني - غير المتقيد بالإجراءات)، يتبنى إدراكيًا، أن الآخرين هم بحاجة إلى التقيد بالإرشادات التوعوية، لذلك لا يظهر سلوكه تأثرًا بحملات التوعية المستمرة!
* حسن النوايا.. وانتظار القناعات.. لا تصلح اعوجاجًا!.
** **
- محمد المرزوقي