إن حبّ الوطن لا يكون بجميل العبارات ومعسول الكلام فقط إنّما بالفعل المخلص والعطاء الوفير، وبذل الكثير في سبيل نهضته وتطوره، فمن واجب أفراد المجتمع التعاون فيما بينهم لتحقيق ذلك؛ من خلال المساهمة في كلّ ما يخدمه مثل المشاركة في الأعمال التطوعيّة، ونشر الوعي بين أفراده بأهميّة طلب العلم والاجتهاد فيه من أجل الارتقاء بهذه العقول التي ستشارك في إعداد المشاريع والأفكار المساهمة في نهضته ورفعته، فما نقدمه اليوم لأوطاننا نجده بما يمنحنا إيّاه من منعة ورفعة يمدّنا بهما بين الأمم.
فعلى مستوى القيادة دائماً ما تحث المملكة العربية السعودية الخطى في سبيل المحافظة على حقوق الإنسان خلال تاريخها، وذلك بإصدارها للكثير من الأنظمة والقرارات لحماية هذه الحقوق، فمؤخراً تصدت لفيروس كورونا الجديد بعدد من الإجراءات الاحترازية مراعية فيها حقوق الإنسان، حيث إنها لم تفرق بين المواطن والمقيم، وقدمت الكثير من الدعم الاقتصادي والطبي لمعالجة الآثار المترتبة والذي شمل المواطنين والمقيمين.
فقد أعلنت المملكة عن رئاستها لمجموعة العشرين في القمة الاستثنائية الافتراضية للمجموعة عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وتأتي امتدادًا لجهود المملكة على الساحة الدولية والمعهودة لما فيه خير الإنسانية كلها بغض النظر عن جنس وجنسية أو ديانة، إذ إن حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد -حفظهما الله- ينصب على تحقيق التعاون لما فيه خير ورفاهية الإنسانية جمعاء.
ونؤكد على أن حقوق الإنسان ليست شعارات تطلق بل أفعال وتنفيذ على أرض الواقع، وفي الأزمات لن يكون هناك قيمة لغير العمل من أجل التصدي لما يؤثر على حقوق الإنسان، ويأتي ذلك من القيادة الرشيدة انطلاقًا من دور المملكة الإنساني والريادي تجاه الشعوب كافة، واستشعارًا منها بمسؤوليتها التي تحملتها عن حب وريادة لرفع المعاناة عن الإنسان، ومواصلة النهج في مد يد العون للمحتاجين حول العالم، وبصفة خاصة في مثل هذه الجائحة التي يمر بها العالم أجمع.
ومن الملاحظ للجميع أن المملكة سخرت إمكانياتها مع دول العالم للتصدي لفيروس كورونا للتقليل من آثاره السيئة على مختلف نواحي الحياة، صحياً تنموياً واقتصادياً واجتماعياً، من خلال أكبر تجمع اقتصادي وسياسي عالمي، فهذه الجهود سبقها تقديم المملكة للمساعدات الإنسانية وعملت تكثيف الجهود من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى ما قدَّمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، من مساعدات صحية لليمن، شملت أدوية ومستلزمات طبية وقائية وعلاجية بقيمة 3.5 ملايين دولار، لمواجهة وباء كورونا المستجد، وأيضاً تقديم مساعدات للصين تتمثل في تأمين أجهزة ومستلزمات طبية عن طريق عدد من الشركات العالمية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد - 19).
ولأنها بلد عظيم، فلا عجب أننا كمواطنين نعايش كل يوم هذه العظمة، وبما أن الله شرف هذه الأرض الطيبة المباركة بالحرمين الشريفين، فقد شرف عز وجل - المملكة العربية السعودية بولاة أمر، حباهم بنعمة قيادة المسلمين بعقيدة ثابتة وصافية وعقل رشيد، ورزقهم حب المعمورة ولا فرق بيننا نحن وحكومتنا الرشيدة نكمل بعضنا بعضاً وأسرة وحدة - فيا رب لك الحمد ردعاً لكل حاقد وحاسد ينشر الحقد والتفاهات والعداوة فكفاكم حقداً وكرهاً، فنحن مملكة الإنسان قبل كل شيء.
لذا فواجب علينا أن نفخر بهذا الوطن المعطاء وبإنجازاتنا المبذولة في سبيله، وألّا ندّخر أي جهد في سبيل نهضته ونمائه، كما أنّ علينا المحافظة على ثرواته وممتلكاته التي وُضعت لأجلنا، وأن نذود عن ثراه بأرواحنا.
ونسأل الله العظيم أن يحفظ لنا مليكنا وولي عهده وبلادنا وشعبنا.
** **
- عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية