خالد الربيعان
حبيبي: أعرف أنك في حال لم تشهده في نفسك من قبل! وأن الكيْل قد فاض بك، وأن الوضع أصبح «شديد القلق»، وأن هذا القلق يستبد بك، أنك لا تتحمّل أخباراً جديدة، سواء صحيحة هدفها مصلحتك، أو خاطئة تندرج تحت بند الدعاية السوداء والشائعات التي هي أهم أسلحة أعدائنا وسط حرب «نخوضها الآن بالفعل»، ومن لا يرى الشمس فيه عَمَى!
حرب على كافة المستويات، تستهدف «المعنويات» في المقام الأول.. أعرف أنك صائم، لن أقول لك «انتهت كل حلول الأرض وبقيت حلول السماء»، لأنه ليس في يد الأرض -وسكانها- حلولاً من الأصل، {قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}، و{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ}، {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْض}.
* * *
مرَّت على البشرية حروب أعظم مما نحن فيه، العالم كله كان يحارب في الأربعينيات، الجوع والفقر والخوف والرصاص والرعب والنار، الجثث كانت في كل مكان، والأوبئة والأمراض تهدد الجميع، كل دول العالم تقريباً حاربت وقتها سواء مع المحور أو مع الحلفاء، نحن أفضل من سكان ذاك الزمن في كل شيء، على الأقل الحرب مع أنفسنا، داخل منازلنا، الحرب في السيطرة على معنوياتنا من الهبوط، وعلى أحبائنا في أخذ الحذر مثلنا حتى نخرج من الأزمة بسلام.
* * *
سنخرج منها كما دخلنا! لكل بداية نهاية، لا بد، قانون كوني، سُنَّة إلهية، التاريخ علّمنا ذلك، ومن لم يتعلّم من التاريخ وجب عليه أن يعيده، أقول لك يجب ألاَّ نعيد التاريخ، بل نعتبر منه، أخذ الحيطة والحذر، الشك والريبة في كل خبر مضاد لمعنوياتنا، ابحث عن المستفيد، وما الدافع، ستجد أن الحرب طالت الرياضة، لأنها جزء لا يتجزأ من حياة البشر، وتتأثر كما يتأثر أي قطاع آخر، على المستوى البشري خسرت ضحايا ومرضى، المالي كانت الخسائر فادحة، إذن هي حرب وراءها مصالح ومستفيدون لا شك، ومن مصلحتهم إنهاك جسد الرياضة - خسائر تعدت الـ10 مليارات «دولار!»- خسائر فادحة، كما الصناعة كما الزراعة كما الدول واقتصاداتها، وإنهاء الأمر وهذه الأجساد في حاجة للنهوض والانتعاش، بالمال والقروض التي تستنزف نفس هذه الأجساد على المدى القريب والبعيد، لضمان مستقبل مشرق للمنتصرين، ومستقبل ضعيف مليء بالتنازلات للأطراف المنهزمة..{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
* * *
أبشر إن وعد الله حق، يد الله فوق أيديهم، مسألة وقت، مخلوقات مهما كبروا، فهم كبروا في عينيك بعد أن انفردت بك الهموم والأوهام، ومدى البعد -مني ومنك- عن القوي «حقاً»، عن صانع هؤلاء وخالقهم ومن يملك أمورهم، من يعد أنفاسهم عَدَّاً، «من لن يمهلهم، ولن يهملهم»!
* * *
أبشروا ونحن في عناية الله ولطفه من {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}، يراقب الكل ويلطف ويمنع ويدافع، {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ}، أخيراً أقول لك، انطلق -بخيالك أو بسيارتك-، هنا على أرض المملكة، المدينة المنورة، ستجد ما يغنيك عن الكلام -كلام الجميع-، فـ(هو): فينا ومعنا «وحافظنا»، الأمان، والاطمئنان، والرحمة، واللطف، والأمل في مستقبل جميل بلا خصوم ولا أعداء، النصر الدائم، والقول الحق، والبُشْرَى الحق، الأنوار التي تغْشِيك وتملك عليك جوارحك، تقتحم بصرك اللافتة الخارقة الجمال، بالخط العربي الجميل، تقول «محمد رسول الله، صادق الوعد الأمين»، أفلا تستبشر، والله لا نخاف ولا نقع ولا يضيعنا الله أبداً، وفينا «مُحَمَّدٌ رسول الله».
مُخْتَتَم
الحرب على معنوياتك وسلامة عقلك، تستهدف أمنك وأرضك -وعِرضك- ومالك، نحن أحفاد المقاتلين «حقاً»، والفرسان «صِدْقاً»...قَاتِلْ!