بعد مضي ما يقارب الثلاثة شهور على الحجر المنزلي لمواجهة الوباء العالمي كوفيد 19 - كورونا، بدأ المجتمع يستفيد كثيراً من تلك الدروس التي يمنحها الحجر، ويعتاد عليها المواطن والمقيم، إذ إن الإنسان بطبيعته بعد مضي 40 يوماً على أي ممارسة، تبدأ تتحول تلك العادة إلى سلوك، وهذا ما نتمناه بعد خروجنا من الجائحة بإذن الله.
كما نجد بأن العديد من المؤسسات أصبحت تحاول أن «تحلل» رواتبها من خلال ما تم تسميته العمل المنزلي، فأصبحت تطرح الكثير من المبادرات، والرؤى، وكذلك الدورات التي يتم تقديمها على الشبكة العنكبوتية، وهناك عدد ليس بقليل حاول الاستفادة المالية من هذه الأوضاع بطرح دورات إلكترونية تحت مسميات كبرى ولكن المحتوى فارغ، فتجد بأن هناك عدد من المؤسسات أصبحت تطرح دورات لتطوير الذات من خلال شخصيات ما زالوا بحاجة لأن يطوروا أنفسهم، فكيف يقدمون تلك الدورات بشهاداتهم الوهمية التي حصلوا عليها، وتم تناول أسماء جامعاتهم في وسم «هلكوني» الشهير، وتساقطت من معرفاتهم على تويتر حرف «الدال» التي «هلكوا» المتابعين فيها، وهؤلاء الذين اعتبرهم «مصاصي المعرفة» وقت الأزمات، وقد كشفهم بعض المتابعين لكن بقي الكثير من الباحثين عن الخلاص «الذاتي» يسقطون تحت رحمتهم ويدفعون المبالغ كي يحصلوا على دورات «خالية من المعرفة».
نعود إلى ما يسمى بالدورات الافتراضية التي أصبحت كثير من المؤسسات الأهلية تحاول تسويقها من خلال برامج «التعليم عن بُعد»، وهناك ملاحظتان أستطيع أن أسردهما من خلال التجربة، الأولى هي محاولة الدخول لتلك البرامج، وبمجرد محاولة التسجيل فيها، تأتيك إشارة عدم السماح لك بالتسجيل وضرورة التواصل مع الإدارة الرسمية التي «لا تجيب» على المراسلات الإلكترونية، أما الأخرى فتلك الدورات التي تضع نفسها في خانة «دورات مجانية»، تجد نفسك ضحية لتلك الدورة التي تم استدراجك لها تحت شعار «كلنا مسؤول» ولكن بدون مسؤولية، فتجد بأن شهادة الدورة لن ترسل لك قبل أن تضع أرقامك «الائتمانية» لسحب مبلغ الشهادة، والبعيد عن «المسؤولية».
في الختام أقول لهؤلاء جميعاً هل أنتم بالفعل قادرون على تحمل شعار «كلنا مسؤول» في ظل جائحة تمر على العالم، والوطن، وقد سعت حكومة خادم الحرمين قدر المستطاع في مساعدة المواطن والوقوف معه ومنحه الكثير من القوة لتحمل «الأزمة» من خلال العلم والتعلم الذي يخدم الوطن والمواطن.