الزخارف الإسلامية من الفنون الراقية، وتبرز خلال إنجاز الأعمال الفنية التي بها سمات الجمال مضموناً وشكلاً وأهم ما يميّز الفنون الإسلامية «جمال الخط العربي» وكل أمة تعتز بفنونها الذي هو جزء من حضارتها وتراثها، وقد احتفظ رسم الخط العربي عبر القرون بأعلى المستويات الجمالية والفنية، وبرع المسلمون وتمكّنوا من أن يقدموا العديد من الزخارف الفنية الإسلامية وفنون الخط العربي التي هي في غاية الروعة والجمال والإتقان لأنها تعطي شكلاً مرئيًا لكلمات القرآن الكريم، والزخارف الإسلامية متنوعة ومنها: الكتابية الهندسية والنباتية وغيرها..., ويعتبر الخط العربي أحد أبرز الفنون الإسلامية العربية وهو يعبّر عن الملامح الحضارية العربية الإسلامية وتطورها حتى بلغت ذروة الجمال وقمّة الإبداع لأنه يستمد نبله وشرفه من كتابة آيات القرآن الكريم، وهو لغة التفاهم بالقلم وتبرئة الذمم، وهذا ما يتميّز به عن جميع لغات العالم لأنه لا يحتمل إلا قراءة واحدة حيث يخلو من اللبس والإبهام، فالخط ورؤية لوحاتِه تُلامِسُ المشاعرَ وترنو إلى معانقةِ الجمالِ والإبداع، ويُثري للنفسَ إحساسها بالجمال بمعان معبّرة وانسيابها على الورق، وهناك أيضاً مقولات مأثورة عن الخط: [الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً..]، [عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق]، وتثميناً لجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله ورعاه- في دعم الخط العربي والاعتزاز بأصالته وتاريخه وفنونه ودعمه المستمر للثقافة والمثقفين في ظل رؤية المملكة 2030 تمت الموافقة السامية الكريمة بتحويل مركز دار القلم باسم «مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي»ليكون منصة عالمية للخط والخطاطين ولتنمية المهارات وإبراز الموهوبين لمختلف دول العالم ولنشر ثقافة الخط العربي وفنونه والعناية به، ويحتوي المركز على: متحف ومعرض، ومعهد للخط العربي وملتقى للخطاطين العرب والمسلمين ومكتبة عامة تراثية، وتحف ومقتنيات أثرية، ويضم معهداً لتحفيظ القرآن الكريم بالإضافة لوثائق وصور تاريخية خاصة بالتعليم في منطقة المدينة المنورة منذ أكثر من 80 عاماً»، إنّ هذا المركز العالمي المتميّز يأتي امتداداً للاهتمام الذي يوليه قادة هذه البلاد المباركة بالعلم والمعرفة وتهيئة أبناء الوطن تجاه نهضة بلادهم ورُقيّها وتقدّمها في مختلف المجالات.
** **
b.abdulkareem@hotmail.com