أبدى الناقد حسين بن صالح القحطاني امتعاضه من إقدام الكثيرين في وسائل التواصل الاجتماعي من سرقة قصائد شاعر كبير وغني عن التعريف وهو راشد الخلاوي -رحمه الله- وتحديداً من يدّعون معرفة علم الفلك (النجوم) التي عليها مدار السنة وهي ثمانية وعشرون نجماً، مقسمة على الفصول الأربعة لكل فصل سبعة أنجم، ومدة كل نجم ثلاثة عشر يوماً وهي: (الشرطان، والبطين، والثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفه، والعوا، والسماك، والغفر، والزبانا، والاكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، والمقدًّم، والمؤخر، والرشاء). فالخلاوي هو أشهر شاعر شعبي فلكي على الإطلاق وكانت قصائده لأجيال ماضية مرجعية توثيق حاسمة قال عنه الشيخ عبد الله بن خميس رحمه الله في كتابه الشامل الذي ألفه عن الخلاوي (لن تخفى شخصيته الفلكية، وتبريزه في معرفة حساب الزمن، ومواقع النجوم، ومطالعها ومغاربها، وصلة ذلك بالثمار والنباتات، ومواسم البرد والحر، والأمطار وما إلى ذلك.. إذا ذكر الخلاوي ذكرت معه هذه الأمور، عند عامة سكان الجزيرة، خصوصاً أهل نجد، أودع هذا العلم شعره، وأمثاله، وتجاربه.. فحفظ وخلّد على مدى ما يقرب من ثلاثة قرون من الزمان).
أما عن شاعريته فقال: (إن أدبنا الشعبي -وأعني سمينه وثمينه- إن لم يكن هو أدبنا الفصيح، فهو وريثه، تَجَاريَا في مَهْيَع، وتسابقاً إلى غاية، يحملان الخصائص والأغراض، ويتنازعان السمات والمقومات، ويؤديان ما تجيش به النفس العربية من غرض.. وإذا كان الأول أنجب عباقرة موهوبين، أمثال أبي العلاء، وأبي الطيب وأضرابهما.. فقد أنجب الثاني أفذاذاً وعمالقة، أمثال الخلاوي.. وما استشهدت بذينك العلمين في الفصيح وبالخلاوي في الشعبي، إلا لتجانس وجه الشبه، واتحاد المنهج بينهم، فالحكمة والمثل في شعر المتنبي، والفلسفة والحكمة في شعر المعري، هذه من أبرز شعر الخلاوي).
واختتم القحطاني قوله: إن التجاوزات من بعض من يدّعون علم الفلك -في وسائل التواصل الاجتماعي- دون أن ينسبون الأمر إلى أهله في استشهاداتهم أمر مؤسف وإشارتي هنا بشكل موضوعي بحت بعيداً عن الشخصنة أو التشهير بأحد.