الجزيرة الثقافية - محمد هليل الرويلي:
خطابات «واردات» المدارس والجامعات الحكومية والأهلية, جابت مناطق المملكة. تحمل: توضيحات وتوجيهات «صوادر» عاجلة من وزارة التعليم.
ومراسلات مكثفة شهدها الوسط التعليمي، تفاعل معها الشارع السعودي.
(الطالب, ولي الأمر, المعلمون, القادة, المشرفون, قيادات الإدارات التعليمية), وسط محاولات «حثيثة» لعبها هاجس الإقناع والممانعة, الجدية والسخرية, التعليق والتعلق في المنهج المتبقي .. وللوصول إلى دلالات تعليمية فاعلية كأنها «تُسمع للمرة الأولى» رغم صدور لوائح وقرارات سابقة. «منظومة التعليم الموحدة»، بث مباشر لشرح الدروس (قناة عين – بوابة المستقبل).
في وقت ظهر فيه الطالبات وطلاب جامعاتنا في - بعض الجامعات- بشكل يبدو أفضل حالًا من إخوتهم الصغار! أو قد يبدو الحال الجامعي بالمظهر الأقل ربكة! نتيجة لخبرات سابقة صادقة ومرونة في التطبيق والتنفيذ في التعامل - إن جاز التوصيف في أسبوعنا التعليمي المتصرّم! أدى للمواكبة ولو «بشكل نسبي» في عملية قبول تغيّر شكل التعليم (المتلقي والمرسل) فتمثل القرب بعدًا, وتحولت القاعة التي كانت تجمعنا إلى واقعنا الافتراضي «البلاك بورد», وإن لم يخلوا الموقف فيه من حالات (شخير)، أو تبادل صفعات بين الإخوة في المنزل المتعلم البعيد, وما صاحبها من افتعال تعليقات متندرة وإسقاطات فاعلها الساخر برمزيته «المشفرة» العصية على الفهم والحل والتأويل, كشفتها بالصوت والصورة «شبكات التواصل» طرفها المنصوب دومًا مفعول به هو: المعلم أو الأكاديمي.
في سبيل السيطرة على فيروس كورونا الجديد (COVID19), وتعليق الدراسة استجابة للإجراءات الوقائية ومنع انتشاره.
الثقافية، رصدت أبرز التعليقات في المشهد متجهة بداية إلى حائل, وتناولت تدوينة الناقدة والقاصة الأكاديمية في كلية الآداب، جامعة حائل «د. شيمة الشمري» عبر موقع تويتر: كنتُ لا أحبذُ فكرة التدريس عن بُعُد، وغير مقتنعة بها .. وبعد التجربة وجدتُها مجديةً ولطيفةً، وتجاوب الطالبات مع التجربة مثيرٌ للدهشة!
بالإضافة إلى توفير: (قاعات، مواصلات، وقت ...).
ونبقى في جامعة حائل والقسم نفسه, تحمل خاتمة التعليق «الوقت والموقف», ويعلق «د. فهد إبراهيم البكر» مسجلًا موقفًا من التأييد وشد آزر التجربة التي أشارت لها الدكتورة شيمة، حتمية للظروف الناجمة: نعم دكتورة، صدقتِ، كان الأمر في حيز الخيرة؛ فهناك كثيرون لم يعرفوا ما هو «البلاك بورد» على سبيل المثال، وفي غضون يومين هاهم يضعون السماعات، واللواقط، ويغردون خارج السرب مع طلابهم..في نظري أننا سبقنا كثيرين من حيث «الجاهزية»، والانطلاق متواكبين مع الحدث، وهذا ما يتطلبه الوقت والموقف.
ويتحدث نائب رئيس أدبي حائل القاص «رشيد الصقري» عن تجربته في الدراسات العليا في جامعة حائل، مؤكدا على نجاح تجربة الدراسة عن بعد عبر برنامج «البلاك بورد» معبرا عن سعادته في التجربة الإجبارية الناجحة باستثمار الوقت والجهد ووضوح النقل وسهولة التواصل مع المحاضر.
من جانبه، وحول غياب المعلم, في مقالة عنون لها «وفي الليلة الظلماء» كتب الناقد والشاعر «د. سعد الحامدي الثقفي» عبر موقع الفيسبوك: غاب المعلم عن الميدان، فضجّت الدنيا، ولجأت الوزارة إلى المدارس الافتراضية. وتم إعداد استديو لشرح الدروس من خلال بوابات عن طريق النت ومواقع إلكترونية. لكن الأهالي، تذمروا من متابعة أبنائهم في أسبوع فقط، بينما يتحملهم المعلم سنة دراسية كاملة.
لقد عجز الطلاب، وأبدوا عدم قدرتهم على الفهم والتركيز لأن ربان السفينة غائب عن سفينته.
ووقفت الوزارة على قدم وساق بجميع منسوبيها ومشرفيها وإدارييها، فلم يستطيعوا تعويض غياب المعلم الذي تم التقليل من دوره، وبات الانتقاص من راتبه، ومكانته ديدن الوزارة والمجتمع مع الأسف. بل قال أحدهم ساخرا: إنّ مهنة التعليم وظيفة من لا وظيفة له.
أيها السادة: إنّ بعض الأمور لاندركها حتى نفتقدها. فأسبوع واحد مر على غياب المعلم عن طلابه؛ كان كافيا، ليدرك الجميع أهمية وجوده في الميدان. وأنه الركيزة الأولى في مسيرة التعليم. بل هو عماد التعليم لا ريب.
فشكراً لكل معلم ومعلمة يبذلون قصارى جهدهم دون أن نعلم بتعبهم ولا بمقدار جهدهم.
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا