عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) قبل كل شيء أقول -الحمد لله- الذي جعلنا مسلمين وفي بلاد الإسلام، وفي وطن عظيم يعرف قيمة الإنسان والحمد لله، أننا في وطن الإنسانية والقيم والفضيلة، وعند الأزمات والنكبات يتضح معدن وأصل كل وطن ووفائه ورقي تعامله ومواكبته لما يحل به، وما حوله، واليوم وفي ظل هذه الظروف الصعبة وما يمر به العالم من محنة لا نملك سوى الدعاء والتضرع إلى الله أن يرفع الضرر عن بلادنا وجميع بلاد المسلمين، وأن يحفظ لنا قادتنا وعلماءنا وشعوبنا الإسلامية والصديقة إنه سميع مجيب.
واليوم ومع توقف جميع الأنشطة والفعاليات الرياضية في كامل الكرة الأرضية تقريباً في ظروف استثنائية كان وطننا وقيادته أول من بادر وأمر بإيقاف كل شيء يمس صحة أو يهدد حياة المواطنين ومن على أرض بلادنا الغالية، وكان من الأولويات حظر التواجد والحضور الجماهيري قبل أن يصدر القرار بإيقاف جميع الأنشطة، والحقيقة إن الرياضة تعتبر من وسائل المتعة والرفاهية وخلق روح المنافسة الشريفة، وهذه الميزات لها مقومات وعوامل تساعد على نجاحها وتفاعلها وقد تكون لا شيء بدونها ومنها الحضور الجماهيري والتفاعل المادي لكل مدرج في الملاعب وبدونها لا طعم ولا رائحة ولا لذة لأي لعبة مهما كانت، وخصوصاً كرة القدم وقد لاحظ الجميع كيف كانت المباريات التي لعبت بدون جمهور، حتى اللاعبين لم يكن لهم ذلك الحماس والعطاء والأداء الأمثل، وهنا استغربت وتعجبت من طالب باستمرار الدوري والفعاليات وأنه لا يوجد مبرر لإيقافه!! فالجمهور دائماً يعتبر اللاعب «رقم واحد» لأي فريق أو منتخب وبدونه الكرة لا شيء، وانظروا كيف اللاعبون المحترفون يفضلون إبرام العقود مع أندية جماهيرية وفي دول كبيرة تتميز بحضور جماهيري كبير على عقود قد تكون أفضل وأكبر مادياً ولكن يفضلون أن يكونوا في ملاعب فعالة ومؤثرة وجماهيرية، وهذا هو الواقع حقيقةً ولكن مع الأسف لا زالت مشكلتنا الأزلية مع بعض الأفكار والمنابر التي تتحدث بلا مسؤولية ولا حس فقط، إما لتكون حديث الشارع وبحث عن مزيد من الشهرة، وهذا هو الأغلب أو لجهل وعدم إدراك لما يتحدث فيه والله المستعان في كل الأحوال.
نقاط للتأمل
- يوماً بعد الآخر يثبت اللاعب الكبير محترف نادي النصر عبدالرزاق حمدالله أنه إنسان بكل ما تعنيه الكلمة، وأن أعمال الخير التي يقوم بها تفوق تميزه وإبداعه داخل المستطيل الأخضر وما تكفله بمصاريف ألف (1000) أسرة مغربية في محنة كورونا إلا دليل على حب الخير وإحساسه بالمسؤولية تجاه بلده والأسر المحتاجة في وطنه جعلها الله في موازين أعماله.
- أستغرب جداً من بعض الذين يدعون أنهم أساطير زمنهم في الفهم وتفسير الحالات وتقييم الأحداث وأكثر ما استغربت ذلك الخلط والمقارنة بين العقوبة التي أوقعت على محمد الشلهوب وعدم معاقبة بيتروس لاعب النصر ولم يدرك هؤلاء ويفرقوا ويعوا ما بين مخالفة النظام وبين حديث إذا لم يكن فيه اتهام أو تجن فهو مسؤولية قائله.
خاتمة
من يحدثكم عن زمن مخيف حدثوه عن رب لطيف عن نور الفجر بعد الظلام لقوله تعالى: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} (1) سورة الطلاق، وعن قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (5) سورة الشرح، وأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال (الخير باق في أمة محمد إلى قيام الساعة).
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.