«الجزيرة» - المحليات:
دعت دراسة حديثة إلى إنشاء هيئة خاصة للشباب، تواكب رؤية 2030، وتركز جهودها في خدمة الشباب. وشددت على عدم الاكتفاء فقط بأدوار الهيئة العامة للرياضة، والهيئة العامة للثقافة، والهيئة العامة للترفيه وغيرها؛ وذلك إيمانًا بدور الشباب في خدمة الوطن والمجتمع.
كما أوصت بضرورة مساندة جهود الدولة في مكافحة الفساد، والعمل بشفافية نحو متابعة القائمين على البرامج التي تهتم بمشاركة الشباب، من خلال مواصلة سد الثغرات التي قد تفتح مجالاً للمحسوبيات والشفاعات السلبية، وأن تعمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالتنسيق في ذلك مع الجهات المعنية بالشباب.
وكان موضوع الدراسة هو «العوامل المؤثرة على مشاركة الشباب في برامج التنمية الاجتماعية» للباحث حادي بن براك العنزي، التي تمت مناقشتها يوم الأربعاء 28 ربيع الآخر 1441هـ في القاعة الكبرى بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بحضور رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك، وعدد من الأكاديميين والمختصين والباحثين. فيما تكونت لجنة المناقشة من: الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حمود الشثري أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام (مقررًا ومشرفًا)، والأستاذ الدكتور صالح بن إبراهيم الخضيري الأستاذ بقسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود (عضوًا)، إضافة إلى الأستاذ الدكتور منصور بن عبدالرحمن بن عسكر الأستاذ بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام (عضوًا).
وفي نهاية المناقشات والمداولات أشادت اللجنة بمستوى تميُّز الدراسة في مجال علم اجتماع التنمية؛ وتم منح الباحث حادي بن براك العنزي درجة الدكتوراه في علم الاجتماع بتقدير ممتاز.
وقد ركَّزت الدراسة على استحداث برامج جديدة في الجهات المعنية بالتنمية، خاصة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بحيث تعمل هذه البرامج على إبراز دور الشباب، وتسليط الضوء على مشاركاتهم، والخدمات التي يقدمونها للمجتمع، وأن تعمل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على تفعيل دور المساجد، والاستفادة منها أكثر في استغلال طاقات الشباب، وذلك من خلال تقديم البرامج التي تحرِّك طاقاتهم الإيجابية بما ينفع الوطن والمجتمع.
كما شددت على ضرورة إلزام الوزارات والهيئات الوطنية وما يتبع لها بالعمل على إشراك الشباب في الجهات التي تهتم بمشروعات التنمية، وتقديم العضوية والبرامج التدريبية لهم، إضافة إلى تحفيزهم، وتلمس رغباتهم في نوعية البرامج التي يميلون إلى المشاركة بها، وأن تعيد الجامعات السعودية النظر في الفعاليات والأنشطة التي تقدمها للطلاب، بما يواكب الطموحات الوطنية، وتشركهم بالبرامج التنموية كعنصر فعّال، يسهم في بناء الدولة وازدهارها.
وشددت على الاهتمام أكثر بتقديم الحوافز المادية من قِبل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ومتابعة طريقة احتساب المكافآت للمشاركين في البرامج التنموية، إضافة إلى استثمار موارد الهيئة العامة للأوقاف والجهات المهتمة بالشباب، والاستفادة من عوائدها بما يخدم مشاركة الشباب، مع العمل على تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة بما يواكب الطموحات، والتوسع أكثر في استقطاب وتسهيل الإجراءات التي تسهم في تفعيل الدور الاجتماعي لفئة الشباب، من خلال الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
وبيّنت الدراسة أهمية توفير مصادر المعلومات، وتسهيل عملية الوصول إليها من قِبل الجهات المعنية، خاصة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، مع العمل على رفع مستوى الدعم الحكومي لمجالات مشاركة الشباب، وضرورة أن تعمل المدارس والجامعات أكثر على غرس قيم المحافظة على الوقت عند الشباب، وشغل أوقات فراغهم بما يدفعهم إلى مشاركة مجتمعهم، مع العمل على تبديد الخوف من الفشل الذي قد يمنعهم من المشاركة المجتمعية، وأن تخصص وكالة التنمية الاجتماعية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية إدارات لفئة الشباب، وتفعيل دورهم في مجال التنمية.
وكذلك ضرورة تكاتف الجهود بين مختلف جهات القطاع الحكومي لتحديد الأدوار والمسؤوليات لكل فرد من أفراد الأسرة الواحدة للقيام بالمهام المنوطة به، وعدم تحميل العبء والمسؤولية على فرد واحد، كالشباب مثلاً الذين نحتاج إلى الاستفادة من طاقاتهم لتوزيعها والاستفادة منها فيما يخدم الوطن والمجتمع.
واحتوت الدراسة على خمسة فصول، اشتمل كل فصل منها على مباحث مستقلة، أجابت عن (ستة) أسئلة فرعية، شملت العوامل الاجتماعية، والعوامل الاقتصادية، وكذلك نوعية البرامج التي يرغب الشباب في المشاركة بها، والدوافع التي تسهم في تحفيزهم للمشاركة ببرامج التنمية الاجتماعية، وكذلك المعوقات التي تحول دون مشاركتهم، إضافة إلى معرفة المقترحات التي تساعد على تفعيل المشاركة الإيجابية للشباب في برامج التنمية الاجتماعية، وذلك من وجهة نظر الشباب.
وتناول الإطار النظري للدراسة المفهوم العام للتنمية، ومشاركة الشباب في برامجها الاجتماعية، إضافة إلى التنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
واستخدم الباحث في دراسته منهج المسح الاجتماعي؛ وذلك لدراسة الحقائق حول العوامل المؤثرة في مشاركة الشباب ببرامج التنمية الاجتماعية، والوصول إلى نتائج علمية عن طريق العينة التي وصل مجموعها الكلي إلى (327) مفردة.
وقد أكدت جداول نتائج تحليل البيانات للدراسة أثر العوامل الاجتماعية في مشاركة الشباب ببرامج التنمية الاجتماعية، وأن من أبرز هذه العوامل: أن المشاركة في برامج التنمية الاجتماعية تصنع للفرد مكانة إيجابية بالمجتمع، وأن المسجد من المصادر التي تشجع على المشاركة في نفع المجتمع، كما أن اهتمام الجامعة بالأنشطة الطلابية يسهم في دعم مشاركة الشباب. كما أظهرت الدراسة تفاوت أفراد العينة حول تأثير العوامل الاقتصادية.
وجاء التشدد على أهمية تقديم الحوافز المادية لتشجيع الشباب في المرتبة الأولى. وفي المرتبة الثانية جاء تأثير الدخل المالي للشباب في تحديد مستوى مشاركتهم.
فيما كانت أكثر البرامج التنموية التي يرغب الشباب في المشاركة بها بدرجة عالية: البرامج التي تهتم بالاستشارات الدينية، ثم البرامج التي تهتم بالتنمية الصحية، وتلتهما البرامج التعليمية، فالبرامج الأمنية.
وكانت أبرز العقبات التي يرى الشباب أنها تعوق (بدرجة عالية) مشاركتهم في برامج التنمية الاجتماعية: ضعف إدراك الشباب دورهم، وجاء ذلك في المرتبة الأولى من حيث موافقة أفراد العينة، وكذلك عدم توافر مصادر المعلومات حول برامج التنمية، إضافة إلى ضعف الدعم الحكومي لمجالات مشاركة الشباب ببرامج التنمية الاجتماعية.